مسلمو أوكرانيا يدعون بالنصر في رمضان اليوم 24
يمر شهر رمضان للعام الثاني على التوالي على مسلمي أوكرانيا على وقع حرب مع روسيا. وفي مسجد عند خطوط القتال الشرقية، أدى عدد من الجنود المسلمين صلاة التراويح هذا الأسبوع.
بدأ الإمام مراد سليمانوف بالدعاء: “أدعو الله ليحفظ مسجدنا. ادعو الله أن يحمي أوكرانيا (…) ويعاقب الطغاة”.
ولم يكن هناك سوى 16 مصليا في المسجد، من بينهم 11 ارتدوا الزي العسكري بما في ذلك امرأة.
وأكد الإمام للمصلين إن “رمضان شهر الانتصارات”.
ويحتوي المسجد على العديد من النوافذ المكسورة وجدران غطيت بالشظايا حيث انفجر صاروخ في مكان قريب قبل يومين.
ومن بين المصلين، سعيد اسماعيلوف الذي كان يعد أحد أبرز القيادات الإسلامية في البلاد. وأصبح اليوم بعد استقالته عند بدء الحرب، سائق سيارة إسعاف مع متطوعين لإجلاء الجنود المصابين من الجبهات.
يتحدر اسماعيلوف (44 عاما) من جماعة التتار وهي جماعة عرقية مسلمة في أوكرانيا. ويقول لوكالة فرانس برس إنه يشعر بحماية الله من الخطر.
ويتابع “كانت هناك أوقات تعرضت فيها سيارة الإسعاف الخاصة بي للشظايا. الحمد لله، لم أصب بأي أذى”.
عند اندلاع الحرب، كان الرجل يتولى منصب المفتي في إدارة “الأمة” في أوكرانيا لثلاثة عشر عاما. ولكن المسجد أصبح فارغا مع نزوح الكثيرين من المنطقة.
وأضاف “شعرت بأنني عديم الفائدة” مشيرا إلى أنه اختار “الدفاع عن وطني. والآن أقوم بإجلاء المصابين”.
وعلى الرغم من عمله، يؤكد أن بإمكانه الالتزام بالصوم في شهر رمضان، متذكرا كيف أمضى شهر رمضان العام الماضي في مدينة ليسيتشانسك التي شهدت قصفا عنيفا قبل انسحاب الجيش الأوكراني.
ويوضح “اعتدت على إحياء شهر رمضان في خضم الحرب. هذا ليس بأمر جديد” مشيرا الى أنه “يملك كل ما هو بحاجة إليه للصوم”. ويحاول تخصيص ساعتين لصلاة التراويح ليلا.
بحسب اسماعيلوف فإن “الأمر صعب على المسلمين الذين يضطرون للبقاء في الخنادق. إنهم يشعرون بالبرد وتمطر في أغلب الأوقات وهناك الكثير من المياه (..) من الصعب أن تكون مسلما هناك”.
ولا يعلم اسماعيلوف كيف سيقضي عيد الفطر هذا العام.
ويضيف “المرء يكون محظوظا إن تمكن من زيارة مسجد حاليا. ليس معروفا كم شخص سيأتي لأداء الصلاة وما إذا كانوا سيأتون أصلا”.
نشأ اسماعيلوف في دونيتسك في شرق أوكرانيا. وشعر بالفضول تجاه أصوله المسلمة التي لم يعرف والداه الكثير عنها وتوجه للدراسة في جامعة إسلامية في موسكو ليصبح إماما في دونيتسك بعدها.
ويفضل اليوم التحدث باللغة الأوكرانية على الرغم من نشأته في منطقة تتحدث الروسية.
وينتقد اسماعيلوف المسلمين الروس الذين يدعمون الحرب قائلا إنه “أمر مثير للاشمئزاز” مشيرا إلى أن روسيا تعامل الأقليات العرقية فيها وغالبيتهم من المسلمين بتعال و”تستخدمهم كوقود للمدافع” في هذه الحرب.
وبحسب اسماعيلوف فإنه “ليس سرا أن غالبية القتلى من جنود العدو يتحدرون عرقيا من بورياتيا وداغستان وتاتارستان والشيشان”.
ويرى المفتي سليمانوف الذي انتخب في نوفمبر الماضي خلفا لاسماعيلوف أن “الكثير من المقاتلين المسلمين يرغبون بالصيام”.
ووقف جندي خارج المسجد قائلا إنه يصوم رمضان كغالبية الجنود المسلمين إلا في حال كانوا في مهمة قتالية.
وقال “عندما تذهب إلى خط القتال الأمامي فإنه يسمح لك بالإفطار. ويمكنك الصيام إن لم يكن الجو حارا ولا تشعر بالعطش”.
المصدر: اليوم 24