تعيش أحياء الرياض وأزلي بمدينة مراكش على وقع اختناق مروري شبه دائم، تحول معه التنقل اليومي إلى معاناة حقيقية للساكنة والسائقين، لا سيما في ساعات الذروة، حيث تسبب هذا الوضع في إعاقة انسيابية حركة السير وإطالة زمن الوصول إلى المرافق الحيوية والخدماتية، مما خلق حالة من التذمر الواسع.

وتشير المعطيات الميدانية إلى أن شارع المحمدية، والمقطع الطرقي الرابط بين حيي الرياض وأزلي وصولا إلى منطقة عين مزوار، قد تحولت إلى “نقاط سوداء” تواجه ضغطا هائلا يفوق طاقتها الاستيعابية الحالية.

وفي تحرك يهدف إلى احتواء الأزمة، راسلت مجموعة من جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة والي جهة مراكشآسفي وعامل عمالة مراكش.

وطالبت الهيئات المدنية في رسالتها بضرورة التدخل العاجل لفتح معبر طرقي استراتيجي يربط بين شارع المحمدية وعين مزوار، مرورا بالمستشفى العسكري ابن سينا.

ويرى الفاعلون أن هذا المقترح سيسهم بشكل مباشر في تخفيف حدة الاختناق وتوزيع ضغط الحركة المرورية بشكل أكثر توازنا.

ولا يقتصر الأمر على الأيام العادية، إذ لفتت فعاليات مدنية إلى أن المدينة الحمراء تعاني من “شلال” مروري خلال المواسم السياحية والمهرجانات الكبرى، حيث استشهدت الفعاليات بما شهدته شوارع المدينة حاليا من شلل مروري خلال فترة انعقاد المهرجان الدولي للفيلم، ما ضاعف الضغط على المحاور الرئيسية وزاد من متاعب التنقل.

وفي هذا السياق، حذر الفاعل الجمعوي محمد شاكر من أن الازدحام الذي رافق المهرجان السينمائي “ليس سوى عينة صغيرة مما ينتظر المدينة خلال الاستحقاقات الرياضية المقبلة”.

وأوضح شاكر في تصريح لجريدة “العمق”، أن احتضان المملكة لفعاليات كروية عالمية وقارية، وما يصاحبها من توافد جماهيري غفير، قد يدخل المدينة في حالة “سكتة مرورية” إذا لم يتم اعتماد حلول استعجالية وناجعة.

وتساءل شاكر بلهجة قلقة: “إذا كانت مراكش تختنق في الظروف اليومية العادية وفي أيام العطل البسيطة، فكيف سيكون الحال خلال التظاهرات العالمية؟”، مشددا على أن البنية الطرقية الحالية تواجه ضغطا حتى في غياب المناسبات.

وأجمع مهتمون بالشأن المحلي في مراكش على أن الحلول الترقيعية لم تعد مجدية، داعين إلى ضرورة تسريع وتيرة تطوير البنية التحتية، وفتح محاور طرقية جديدة، وتعزيز شبكة النقل العمومي، لضمان تنقل سلس وآمن يليق بمكانة مراكش كواجهة سياحية ورياضية عالمية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.