مراسلة تطالب باعتماد تغييرات في الرباط

تضمنت مراسلة من فدرالية اليسار الديمقراطي بالرباط إلى رئيس مجلس مقاطعة يعقوب المنصور، تحت موضوع “مقترحات الاستثمار”، جملة مطالب “مستعجلة ومهمة” تلامس مختلف جوانب التنمية المحلية وخدمات متعددة لفائدة ساكنة الرباط، سواء تلك التي تتعلق بالنقل أو الصحة العامة أو الفضاءات الخضراء أو تخليد التراث والأماكن.

الوثيقة الممهورة باسم المستشار فاروق مهداوي (المنتمي إلى المعارضة)، تتوفر هسبريس على نسخة منها، تأتي “تبعا لمراسلة رئيس مجلس المقاطعة عدد 1274 المؤرخة في 5 ماي 2023، المتعلقة بتقديم مقترحات الاستثمار”.

“إن مقاطعة يعقوب المنصور التي تعد من أكبر مقاطعات العاصمة الرباط لا تزال تعيش نقصا كبيرا على عدة مستويات، خصوصا البنية التحتية، مما يتطلب منا جميعا الدفاع عن مصالح ساكنة المنطقة”، يورد مهداوي.

معرض “القامرة”

المراسلة ذاتها شددت على مطلب “تحويل المحطة الطرقية (سابقا) القامرة إلى مكان للمعارض”، بعدما أصبحت “منذ إغلاقها مكانا مهجورا ومهمَلًا، مما قد يحولها مستقبلا إلى قبلة للمتشردين ومرتع للجريمة”.

منذ افتتاح المحطة الطرقية الجديدة بالعاصمة، توالت المطالب المدنية والشعبية بجعلها “مكانا تراثيا وذاكرة ثقافية خالصة”، وهو ما سبق أن تردد على شكل مطالب في مواقع التواصل الاجتماعي أو بين الهيئات المدنية بالعاصمة.

في هذا الصدد، أورد المستشار الجماعي فاروق مهداوي في مراسلته أنه “لتجاوز هذه الوضعية، نقترح تحويل المحطة الطرقية (سابقا) القامرة إلى مكان للمعارض، أولا لما لهذا المحطة من بنايات قادرة على تحقيق هذا الهدف، خصوصا أن ذلك لن تكون له كلفة مادية كبيرة، ثانيا لرمزية هذا المكان الذي بصم ذاكرة ساكنة يعقوب المنصور وكل من مر بالعاصمة الرباط”.

المراحيض العمومية

تضمنت وثيقة المقترحات أيضا مطلباً ملحّاً طالما عانت من غيابه ساكنة وزوار مدينة الرباط؛ يتعلق الأمر بتوفير مراحيض عمومية.

بهذا الخصوص، أكد مهداوي في مراسلته إلى رئيس مقاطعة يعقوب المنصور أن الأخيرة “تتوفر على أماكن مهمة تستقبل العديد من الزوار، وخصوصا الشريط الساحلي، وكل الفضاءات الخضراء، إلا أنها لا تحتوي على أي مرحاض عمومي، مما يجعل العديد من الزوار يقضون حوائجهم البيولوجية في الشارع العام، بشكل يهدد المنظر الجمالي للمنطقة”.

سيارة إسعاف

في الجانب الصحي، أكدت الوثيقة ذاتها ضرورة “اقتناء سيارة إسعاف خاصة بمقاطعة يعقوب المنصور”، لتعزيز العرض الصحي بالعاصمة وبإحدى أكبر مقاطعاتها.

ورغم أن مهداوي ذهب ضمن المراسلة إلى تثمين “المجهودات المبذولة من طرف الجهات المسؤولة عن القطاع الصحي ببلادنا، إلا أنها لم تستطع تغطية جميع المجالات”، بحسبه، قبل أن يبسط شارحا أن “العديد من ساكنة يعقوب المنصور تكون في حاجة ماسة إلى سيارة إسعاف من أجل التنقل (أخص بالذكر المواطنين الذين يخضعون لعلاج تصفية الكلى المعروف بـ”دياليز”، والعلاج الكيميائي…)، لهذا نقترح اقتناء سيارة إسعاف لمساعدة هؤلاء المواطنين في التنقل لتلقي العلاج”.

بنيات تحتية

في الشق المتعلق بالبنيات التحتية الأساسية، نادى المستشار الجماعي عن فدرالية اليسار بـ”خلق قنطرة فاصلة بين مقاطعة يعقوب المنصور والمحطة الطرقية الجديدة بالرباط”، مؤكدا أنه “بالرغم من أنه تم تشييد محطة طرقية عالية المستوى تليق بالعاصمة، إلا أنه لم يتم خلق ممر للراجلين يفصل بين مقاطعة يعقوب المنصور وهذه المعلمة، مما يجعل الراجلين المرتفقين لها عرضة لحوادث سير خطيرة بعبورهم شارع الحسن الثاني”.

“ربط يعقوب المنصور بمقاطعة أكدال الرياض”، مطلب آخر ورد بالوثيقة لا يقل أهمية، حسب المستشار الجماعي ذاته الذي خاطب رئيس المقاطعة بالقول: “إنه من الواجب علينا التفكير بشكل مستعجل في إنهاء حالة عزل يعقوب المنصور كجهة غربية لمدينة الرباط عن الشطر الشرقي للمدينة”، موصيا بـ”زيادة روابط التواصل بين الشطرين لكونهما مترابطين فقط بقنطرة وحيدة تعرف ازدحاما كبيرا في فترات مهمة من التوقيت اليومي، وتهدر وقت مستعمليها”.

وثيقة مقترحات الاستثمار بتراب واحدة من أكبر مقاطعات العاصمة لم تفوت الحديث عن مطلب “تحويل مكان نهاية خطوط حافلات النقل بحي الفتح إلى حديقة للأطفال”، موردة بهذا الخصوص: “ظلت الحديقة المتواجدة بجوار خطوط حافلات النقل الحضري بحي الفتح (نهاية الخطوط) مهمَلة لسنوات طويلة، لهذا نقترح استثمار هذا المكان كحديقة لألعاب الأطفال وتزويدها بمعدات رياضية للساكنة المجاورة التي تكتفي بالركض في غابة الحزام الأخضر، مع تزويدها بمقهى ومكتبة لتكون قاطرة للاستثمار في العنصر البشري”.