هذا الموضوع لا يقل أهمية عن المواضيع الصادرة في الأعداد السابقة و الذي تناولنا فيها مقالات تتعلق ب “إشكالية انعدام المراحيض العمومية بمدينة الرباط” ، وكذا انعدام الولوجيات والأماكن الخاصة بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأشخاص في وضعية إعاقة، نفس الشيء ينطبق على عدم الاهتمام بوجود ما يسمى ب “سلة القمامة أو سلة المهملات أو سلة الأزبال بمدينة الرباط ،« poubelle publique ou bac à ordure ou corbeille publique ».

هذه تعتبر مشكلة كبيرة في حد ذاتها، إذ لا ينتبه إليها كثير من الناس بل ولا يعيرها أهمية إلا قلة من المسؤولين عن نظافة هذه المدينة، هذه المدينة والتي هي مقبلة مستقبلا على أكبر التظاهرات العالمية وعلى تنظيم مباريات كبرى وستشهد توافد عدد كبير من الزائرين والمتتبعين الوطنيين والدوليين، ناهيك عن السياح بصفة دورية وسكان مدينة الرباط أنفسهم، هذه المدينة التي حضيت دائما و تحظى حاليا باهتمام كبير خاصة ما يتعلق بوضع البنيات التحتية كالطرقات والقناطر تحت أرضية والبنايات وكاميرات المراقبة والصباغة والتشوير…إلخ؛

لكن يوجد تقصير في الجانب المتعلق بالنظافة وعدم الاهتمام بجانب مسببات تواجد الكثير من الأزبال في بعض الشوارع الرئيسية والأزقة المجاورة لوسط مدينة الرباط، خاصة ما نلاحظه من تراكم تلك الأوراق الصغيرة كتذاكر النقل العمومي المستعملة بمختلف أنواعها وكذا مخلفات معلبات ما يأكله الأطفال وحتى الكبار من (المعجنات والحلويات، أما كارثة العظمى هي التصاق “العلكة” أو ما يسمى بالدارجة العامية “المسكة” على الأرض ومنها الآلاف بل الملايين من “البقع السوداء” اللاصقة، وما تثيره من اشمئزازفي الأنفس، أيضا ما يشربه الأطفال والناس بصفة عامة من عصائر و القارورات المائية وبقاياها المتناثرة في كل مكان من أحياء المدينة، نعم “النظافة من الإيمان”.

أين يكمن المشكل الحقيقي لهذه الظاهرة؟

في الواقع هي مسؤولية الجميع و يقتسمها على الخصوص طرفان اثنان: الأول هو وعي وتربية المواطن المغربي، وحتى على اعتبار أن المواطن وصل إلى قمة الوعي و أضحت لديه قناعات كبيرة ووعي راقي بألا يرمي تلك الأزبال على الأرض، فإن المشكل الأعظم منه هو حين يبحث المواطن عن تلك القمامات الصغيرة ولا يجدها ، والتي من المفترض أن تكون موجودة في معظم الجوانب من أحياء المدينة لكن لا وجود لها ، في هذه الحالة يكون مضطرا إلى القذف بها على الأرض وهذا ما يفتح باب رمي الأزبال على جنبات الطريق أو في أماكن عمومية من المدينة؛
النتيجة أو خلاصة القول، هو أن المسؤولية ترجع بالأساس إلى عدم وجود سلة القمامات في الأماكن المفترض أن تكون فيها، وبالتالي فإن المسؤولية يتقاسمها الطرفان المواطن ثم المسؤول الأول عن وضع هذه القمامات ( الجماعات أو الشركات المفوض إليها ذلك أو الجهات المسؤولة…إلخ) أرجو أن توضع سلل المهملات في كل الأماكن الحساسة والمكتظة بالساكنة، وألا يبقى الفراغ وذلك من أجل للحفاظ على جمالية مدينتنا الرباط رباط الأنوار.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.