أكد مدير الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية “سونارجيس”، يوسف بلقاسمي، أن تطوير البنيات التحتية يشكل شرطًا ضروريًا من أجل تعزيز الرياضة الوطنية والممارسة الرياضية، مشيرًا إلى أن ذلك وحده غير كافٍ، إذ أن المنظومة الرياضية هي منظومة نسقية لا يمكن معالجة جانب دون باقي الجوانب، وتحتاج مساهمة جميع المكونات من أجل تحقيق الأهداف.

وأوضح بلقاسمي، خلال كلمته في المنتدى الدولي حول الرياضة المنعقد بمجلس النواب، أن مقارنة الوضع الحالي بالمرحلة السابقة أظهرت أن البنيات التحتية كانت محدودة، واليوم شهد المغرب تطورًا مهمًا على مستوى توفر المنشآت الرياضية، الأمر الذي يجعل من الضروري التوفر على بنية تحتية من مستوى عالٍ لضمان النتائج المرجوة والمساهمة في الارتقاء بممارسة الرياضة على جميع المستويات، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن المنشآت الرياضية ليست هدفًا في حد ذاتها، بل هي شرط أساسي لتمكين الرياضة الوطنية من الارتقاء ومواكبة مختلف البرامج والممارسات الرياضية، من بينها دعم المنتخبات الوطنية، الجامعات الرياضية، والممارسة اليومية للشباب، وتحقيق العدالة المجالية والتوزيع العادل للبنيات الرياضية على الصعيد الوطني.

وأشار إلى أن التحديات الحالية تتمثل في رفع عدد البنيات والمنشآت الرياضية، تنويعها لمواكبة احتياجات الجامعات الرياضية المختلفة والممارسة العامة، وضمان العدالة المجالية في توزيع المنشآت الرياضية على المستوى الحضري والقروي على حد سواء. كما شدد على ضرورة أن تراعي المنشآت الرياضية المعايير الدولية المحددة من طرف الجامعات الدولية، لتجنب الحاجة المستمرة لإعادة التأهيل أو التعديلات.

وأضاف بلقاسمي أن ضمان استدامة الخدمات الرياضية يتطلب وضع آليات تدبير واضحة، تتضمن تنسيقًا مكثفًا بين جميع المتدخلين، من الدولة والجامعات الرياضية والجماعات المحلية والجهات والقطاع الخاص، لضمان التوفر على العدد الكافي من المنشآت، تنوعها، توزيعها العادل، وجودة تدبيرها.

وأكد أن هذه المدخلات لا بد أن تكون مصحوبة بتمويل كافٍ، مع ضرورة تنويع مصادر التمويل لضمان الاستمرارية، بما في ذلك تطوير اقتصاد الرياضة الذي يتيح موارد مالية إضافية وفرص شغل، وهو مدخل أساسي لمواكبة تطلعات جلالة الملك والمجتمع المغربي للارتقاء بالرياضة الوطنية.

كما أشاد بلقاسمي بالمنهجية المعتمدة لتنظيم المنتدى، مبرزًا أنها تركز على المقومات الأساسية للنهوض بالرياضة وليس على التشخيص فقط، معتبرا أن التركيز على ما يجب القيام به في المرحلة الحالية يعد الأكثر أهمية لرفع مستوى الرياضة الوطنية، خصوصًا في ظل السياق الرياضي الوطني الإيجابي والنتائج المهمة المحققة حتى الآن.

وأوضح أن الرسالة الملكية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للرياضة بالصخيرات سنة 2008 تمثل خارطة طريق دقيقة لتطوير الرياضة الوطنية، خاصة في ما يتعلق بالبنيات التحتية ومهننة تدبيرها، مؤكدًا أن هذا المحور يشكل أولوية مستمرة للوصول إلى الأهداف المرجوة.

وشدد بلقاسمي على أن كل هذه الجهود تهدف إلى مواكبة التطور الرياضي في المغرب وفق رؤية استراتيجية واضحة، وضمان استدامة البنيات والخدمات الرياضية، بما يعزز مكانة المملكة على الصعيدين القاري والدولي، ويمكّن الشباب من ممارسة الرياضة وفق أفضل المعايير، انسجامًا مع التوجيهات الملكية، ومع تطلعات المجتمع المغربي في الارتقاء بالرياضة الوطنية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.