مدرسة مجانية.. “YouCode” تنقل فرعها بآسفي لتكوين الشباب في تكنولوجيا المعلومات
انتقلت مدرسة “YouCode”، المتخصصة في تدريب الشباب على مهارات تطوير الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، إلى مقر جديد في مدينة آسفي بمساحة تتناسب مع احتياجات المتدربين. ويعد هذا الفرع هو الثاني الذي تم افتتاحه منذ عام 2019 بعد فرع اليوسفية، فيما فتحت المدرسة ثالث فرع لها في مدينة الناظور.
وتهدف المدرسة التي تفتح أبوابها مجانا وللعموم، حسب هند برنوصي مديرة التواصل لمدارس “YouCode”إلى “تمكين الشباب من مختلف المناطق، خاصة المدن الصغيرة، من تعلم المهارات التقنية الحديثة التي يحتاجها سوق العمل في مجالات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات”.
تكوين مجاني ومفتوح
يستهدف التكوين، وفق ما قالت هند برنوصي في فقرة تعريفية للصحافة، في “YouCode” الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و35 عاما، حيث يمكنهم الالتحاق بالمدرسة بعد اجتياز اختبار قبول يتمثل في فترة تقييم لمدة ثلاثة أسابيع.
وتتيح هذه الفترة، حسب هند برنوصي، للمتدربين التأكد من رغبتهم في متابعة التكوين، وتساعد المدرسة على اختيار المتدربين الذين لديهم استعداد حقيقي لتطوير مهاراتهم، مؤكدة أنه “لا يشترط أن يكون المتقدمون من تخصصات معينة أو أن يمتلكوا مستوى أكاديمي محدد، ما يجعل الفرصة مفتوحة أمام الجميع”.
وأكدت المتحدثة ذاتها، إلى جانب عبد العزيز آيت حسين مدير مدرسة “YouCode” بآسفي، أن المدرسة لا تشترط مستوى معين، إذ قد يستقبل في المدرسة الحاصل على البكالوريا أو غير الحاصلين عليها، وحتى الشباب الذين قضوا سنوات دراسية في تخصصات الأدب أو العلوم، ورغبوا في تغيير التخصص.
منهجية تكوين مبتكرة
قال عبد العزيز آيت حسن مدير مدرسة “YouCode” بآسفي أثناء زيارة جريدة “العمق” للمدرسة، إن بيداغوجية التكوين، تعتمد على منهجية مبتكرة تهدف إلى تدريب للمتدربين الشباب عبر منحهم مشاريع عملية تساهم في تنمية مهاراتهم التقنية، لأن الهدف ليس فقط نقل المعلومات والمعرفة، بل تطوير الكفاءات الحقيقية التي تمكن المتدربين من التكيف بسرعة مع التغيرات المستمرة في عالم التكنولوجيا.
ويعرف المدربون في “YouCode” بالموجهين بدلا من الأساتذة، حيث يساعدون المتدربين على البحث الذاتي والتعلم من خلال المشاريع التي يتعاملون معها، مما يعزز من قدرتهم على العمل ضمن فرق، تضيف هند برنوصي.
وقالت جهاد المجدي متدربة سنة أولى بالمدرسة في ربورتاج جريدة “العمق”، إن الولوج إلى المدرسة لا “يشترط أن يكون للشخص خلفية أو معرفة مسبقة بالمعلوميات، يكفي أن يكون جديا وله قابلية التعلم والتأقلم في عالم المعلوميات التي يعتمد الرموز.
وأكدت أنها مباشرة بعد حصولها على البكالوريا، وبعد تصادفت مع صديق يدرس في “YouCode”، تعرفت من خلاله على المدرسة وقررت التسجيل وبعد لم يتم قبولها أول مرة، أعادت التسجيل في المرة الثانية وتمكنت من التأقلم، وشددت على أن منهجية التكوين مختلفة تماما عن باقي المراكز المنتشرة في المغرب.
الارتباط بسوق الشغل
تسعى مدرسة وفق هند برنوصي، “YouCode إلى تسهيل انتقال خريجيها إلى سوق العمل، حيث تتعاون في العام الأول مع الشركات لتحديد الحاجات التقنية وتحديد عدد الموظفين اللازمين في مجالات البرمجة وتكنولوجيا المعلومات. وبعد إتمام عامين من التكوين، يتلقى الخريجون فرص عمل مباشرة في الشركات الشريكة. وقد نجحت هذه المنهجية، حيث تمكن 84% من خريجي المدرسة من الاندماج في سوق الشغل.
وفي هذا الصدد، أكد إلياس بهسي متدرب بالسنة الأولى في مدرسة “YouCode” في آسفي، أنه عندما تعرف عن المدرسة من خلال منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، تقدم بالتسجيل إلكترونيا، وعند الاتصال به، أجرى اختبارا، وبعدما اتصلوا به، ولج المدرسة ووجد فيها ضالته، ويدرس حاليا مع مجموعة من المتدربين الذين صاروا مجموعة واحدة.
المميز في الدراسة بهذه المدرسة، يضيف إلياس في تصريحه لجريدة “العمق”، هو أن التكوين يركز على مشاريع واقعية وكأنهم يشتغلون مباشرة في شركة متخصصة، وهذا سيمكنهم من التأقلم بسرعة في سوق الشغل.
فرص تحفيزية
وتقدم “YouCode” للمتدربين منحة شهرية قدرها 2000 درهم، بالإضافة إلى تغطية نفقات الطعام للمتدربين المقيمين في نفس المدينة ونقل جماعي، كما يتم توفير مجموعة من الأنشطة الترفيهية داخل المدرسة، تشمل الرياضة والموسيقى، لضمان بيئة تعليمية مريحة ومتوازنة.
وتمثل “YouCode” وفق هند برنوصي، فرصة كبيرة للشباب في المناطق غير الحضرية، حيث تهدف إلى فتح فروع في المدن الصغيرة والمناطق البعيدة عن العواصم الكبرى. هذا التركيز على المناطق الأقل استفادة من الفرص التكنولوجية يساهم في تمكين الشباب من هذه المناطق من اكتساب مهارات تقنية يمكنهم استخدامها للعمل في مشاريعهم الخاصة أو الاندماج في سوق الشغل المحلي.
وعلى الرغم من أن الشهادات التي يحصل عليها المتدربون من “YouCode” غير معترف بها رسميا من قبل الدولة، إلا أن المدرسة تضمن لهم تدريبا عمليا يساهم في حصولهم على فرص عمل مباشرة من خلال الشركات التي تتعاون معها، ويؤكد مسؤولو المدرسة أن التركيز ليس على الشهادات الممنوحة اليوم، بل على تأهيل المتدربين بأحدث المهارات والكفاءات التي يحتاجها سوق العمل.
وتواصل هند برنوصي، مسؤولة التواصل في “YouCode”، التأكيد على أهمية التكوين الذي تقدمه المدرسة في تحسين فرص الشباب المغربي في الحصول على وظائف في مجالات التقنية والتكنولوجيا، مما يساهم في تطوير الاقتصاد المحلي وزيادة الوعي بأهمية المهارات الرقمية في عصرنا الحالي.
المصدر: العمق المغربي