عبّر عدد من أولياء أمور تلاميذ المدرسة الابتدائية “اليوسي” بحي سيدي يوسف بن علي بمراكش، عن استيائهم الشديد من استمرار تدهور وضعية تسع أقسام دراسية متضررة من زلزال الحوز، دون أن تخضع لأي عملية ترميم أو إعادة هيكلة منذ الحادث الذي مرّت عليه أكثر من سنتين، وهو ما أدى إلى تقليص عدد ساعات الدراسة للتلاميذ بشكل كبير.
وأوضح أولياء الأمور في تصريحات لجريدة العمق”، أن هذا “التماطل” من طرف الجهات المعنية أثر بشكل مباشر على تمدرس أبنائهم، إذ جرى تقليص عدد ساعات الدراسة بسبب نقص الحجرات الدراسية، ما انعكس سلباً على مستوى التلاميذ، خاصة وأن هذه المرحلة تشكل الأساس في المسار التعليمي للطفل. وأضافوا أن الأسر نظمت خلال السنتين الماضيتين عدة وقفات احتجاجية وراسلت مختلف المصالح المسؤولة دون أن تتلقى أي تفاعل.
وأشاروا إلى أن الموسم الدراسي الحالي انطلق دون إصلاح الأقسام المتضررة، حيث تم توزيع عدد من التلاميذ على المؤسسة الإبتدائية الشهداء، في حلّ اعتبروه ترقيعياً، إذ تمت إضافة ساعة ونصف إلى استعمال الزمن اليومي للتلاميذ، ما تسبب في ارتباك داخل المؤسستين معا.
وأكد أولياء الأمور أن الساكنة لم تقتنع بهذا القرار و تطالب اليوم بحلّ جذري يتمثل في إصلاح وترميم الحجرات الدراسية المتضررة، لضمان ظروف تعليمية سليمة لأبنائهم ومستقرة.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، أكدت أمّ لتلميذة بالمدرسة المعنية أنها لاحظت تراجع مستوى ابنتها الدراسي خلال السنتين الأخيرتين، مشيرة إلى أن التلاميذ كان من المفترض أن تُقسم حصصهم على الفترتين الصباحية والمسائية، غير أن الوضع تغير بسبب الاكتظاظ، فأصبح كل تلميذ يدرس إما صباحًا أو مساءً، ما جعل المحافظ تُثقل كاهل الأطفال بسبب كثرة الكتب والدفاتر.
وأضاف أب آخر أن الأسر لا تنوي الاستسلام أمام ضياع الحصص الدراسية والساعات القانونية لأبنائهم، مؤكداً أن الحل المؤقت الذي تم اعتماده بتوزيع بعض الأفواج على مؤسسة مجاورة ليس حلاً دائمًا، وقد تسبب بدوره في مشاكل لتلاميذ مدرسة الشهداء الابتدائية، قائلاً: “عوض ترميم الحجرات الدراسية المتضررة، اختاروا حلاً عشوائياً تسبب في مشكل آخر لمؤسسة أخرى”.
وحاولت التواصل مع جمعية آباء وأولياء تلاميذ المؤسسة، دون جدوى، فيما أكدت بعض الأمهات أنهن، في ظل غياب الجمعية، يحاولن التواصل مباشرة مع مديرة المؤسسة، غير أنها تمتنع عن الحوار أو تقديم توضيحات بخصوص وضعية الأقسام المتضررة، بل ويكون ردّها أحيانًا مستفزًا، بحسب تعبيرهن.
وتعقيبًا على ما رصدته الأسر، اعتبر محمد شاكر، فاعل جمعوي بالحي، أن غياب أي تفاعل من المندوبية والجهات المعنية طوال السنتين الأخيرتين أدى إلى تفاقم الأزمة بشكل كبير.
وأكد أن السكان نظموا عدة وقفات احتجاجية آخرها يوم 25 شتنبر، دون أي استجابة، فيما كشف الدخول المدرسي لهذه السنة عواقب الإهمال، حيث اضطرت العديد من الأسر لمغادرة حي سيدي يوسف لعدم تمكن أبنائهم من التمدرس.
وأضاف أن أولياء الأمور اضطروا للجوء إلى تغيير المؤسسات التعليمية أو القروض لتسجيل أبنائهم في مدارس خاصة، في وقت ترفض فيه غالبية المدارس المجاورة استقبال الأطفال بحجة الاكتظاظ وانتمائهم لنفس الملحقة، ما يزيد من تفاقم الأزمة ويؤكد غياب الحلول الدائمة.
ومن جهته، عبر المنتدى المغربي لحقوق الإنسان بجهة مراكشآسفي في بيان استنكاري، عن غضبه واستنكاره الشديد لما يتعرض له تلاميذ مؤسسة اليوسي الابتدائية بسيدي يوسف بن علي من هدر للزمن المدرسي منذ أكثر من سنتين بسبب تأخر ترميم الأقسام المتضررة جراء زلزال الحوز.
وشدد على أن هذا الإهمال غير مقبول، وأن المسؤولين على الوزارة والأكاديمية والمديرية الإقليمية يتحملون كامل المسؤولية في حماية الحق الدستوري في التعليم وضمان استرجاع كل الساعات الدراسية الضائعة لأطفال هذه المؤسسة على قدم المساواة مع باقي المدارس العمومية.
وأجمع أولياء أمور التلاميذ على أن استمرار الوضعية الراهنة يشكل انتهاكًا صارخًا لحق أبنائهم في التعليم، مطالبين الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإصلاح وترميم الأقسام المتضررة وضمان الحصص والساعات الدراسية الكاملة، مؤكدين أنهم سيواصلون المطالبة بحقوق أبنائهم حتى يتم إيجاد حلول دائمة وملموسة للأزمة، معتبرين أن أي تبرير لهذا الإهمال غير مقبول.
المصدر: العمق المغربي
									 
					