مثقفون مغاربة وعرب يتهمون النخب الغربية بـ”ازدواجية المعايير” حيال فلسطين
رسالة من مثقفي المنطقة المتحدثة بالعربية إلى مثقفي الغرب، وقّعها أعلام في البحث العلمي والأدب والفن، دعت إلى “استنكار الجرائم الوحشية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والإعلان عن موقف تأييدٍ صريح للحقوق الوطنية الثابتة لشعب فلسطين في أرضه، وحوارٍ حول هذه المسائل على قاعدة القيم والمبادئ العليا التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية”.
ومن المغرب ضمت الرسالة المفتوحة أسماء مثقفين، من بينهم: عبد الإله بلقزيز، علي أومليل، محمد برادة، محمد بنيس، محمد الأشعري، نور الدين أفاية، صلاح بوسريف، عبد الرحمن طنكول، حسن نجمي، أحمد المديني، عبد القادر الشاوي، مبارك ربيع، نجيب العوفي، شرف الدين ماجدولين، فريد الزاهي، موليم العروسي، وفاء العمراني، محمد المعزوز، سعيد المغربي، عبد الكبير ربيع، وعز العرب العلوي.
ووقعت من باقي أنحاء المنطقة أسماء من قبيل السوري أدونيس، اللبناني مارسيل خليفة، التونسي عبد المجيد الشرفي، السوري عزيز العظمة، العراقي عبد الحسين شعبان، الأردني فخري صالح، والجزائريين واسيني الأعرج وأمين الزاوي، والعراقي عبد الله إبراهيم.
ورغُم ما ظُنّ من تقاسم مبادئ حقوق الإنسان نفسها، من حرية وعدالة ومساواة وحماية للكرامة الإنسانية، ونبذٍ للتعصّب والعنصرية، ونبذ للحرب ودفاع عن السلم، ورفض للاحتلال، واعترافٍ بحق الشعوب في استرداد أراضيها المحتلة وفي تقرير المصير والاستقلال الوطني، تحدث مثقفو المنطقة عن شعورهم “بوجود فجوة هائلة بين ما تميل الثقافة في الغرب إلى الإفصاح عنه من رؤى وتصورات ومواقف تتمسك بمرجعية هذه المبادئ، نظريا، وما تُترجمه مواقف القسم الأعظم من المثقَّفين في الوقت عينه مِن ميل إلى مناصرة الجلّاد المعتدي على حساب حقوق الضحية المعتدى عليه والمحتلَّةِ أرضه، أو من الصمت على جرائمه المتكررة”.
وتابع الموقعون: “نشعر (…) بالفجوة الهائلة بين مبدئية مواقف مثقّفي الغرب في شأن قضايا أخرى في العالم نشاطرهم الموقفَ في ما هو عادل منها وبين لوذهم بالصمت والتجاهل حين يتعلق الأمر بقضية فلسطين وحقوق شعبها في أرضه؛ الحقوق التي اعترفت بها قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة!”.
وزادت الرسالة المفتوحة: “وما أغنانا عن القول إن الفجوتين هاتَين تُترجمان مسلكا ثقافيا قائما على قاعدة سياسة (ازدواجية المعايير)؛ الأمر الذي نستقبحه لأن يمسّ، في الصميم، رسالة الثقافة والمثقفين”.
وذكرت الرسالة أنه إذا كان واقع الحال أن “السياسات الرسمية الغربية الممالئة لإسرائيل، والمتسترة على جرائمها، تبغي تزوير نضال الشعب الفلسطيني وحرَكةِ الوطنيّة عن طريق تقديمه بوصفه ‘إرهابا’، فينبغي أن لا ينساق قسم من مثقفي الغرب إلى لَوك هذه المزعمة الكاذبة لأن لهؤلاء الذين يروّجونها من السياسيين مصالح من وراء ذلك لا صلة لها بمصالح شعوبهم ولا بمصالح مثقّفيهم؛ ناهيك عن أن اتهام المقاومة ووصفها بـ(الإرهاب) انتهاكٌ صارخ لمبادئ القانون الدولي الذي يُقرّ بحقّ الشعوب في تحرير أراضيها المحتلة بالوسائل كافة، بما فيها المسلحة”.
وواصل المثقفون أنفسهم: “إن مثل هذا الخلط المتعمّد بين المقاومة والإرهاب لن يكون من شأنه سوى تسويغُ الاحتلال وتسفيه كل مقاومة مشروعة في التاريخ الحديث، وتزويرُ مضمونها الوطنيّ؛ فهل يوجد، في بيئات المثقفين في الغرب، مَن هو مستعدّ فكريا ونفسيا وأخلاقيا لأن يصف المقاومات الوطنية في أوروبا للنازية والنازيين بأنها حركات إرهابية؟”.
وتوجه المثقفون المنتمون إلى العالم العربي إلى نظرائهم في الغرب بدعوة إلى “حوار مشترك حول القيم والمبادئ المشتركة، وحول موقع قضية فلسطين منها، وحقوق شعبها في أن يتمتّع بنواتج تلك المبادئ من غير إقصاء أو حيف من نوع ذلك الذي تفعله سياسات حكومات بلدان الغرب، ويسوّغه صمت المثقفين عنها”.
وخُتمت الرسالة بالقول: “نحن على ثقة بأن الضمير الثقافي خليقٌ بأن يصحّح الرؤى الخاطئة والهفوات التي يقع فيها كثيرٌ من أهل الرأي والإبداع في الغرب، وأوّلها تلك التي نُسجت، طويلا، حول فلسطين وحقوق شعبها وحول حركة التحرر الوطني الفلسطينية، من أجل أن يستقيم الموقف الثقافي من هذه القضية على قاعدةِ مرجعية المبادئ الكبرى الإنسانية: بصدق وشفافيّة… بعيدا من كل نفاق أو خداع أو ازدواج في المكاييل”.
المصدر: هسبريس