ما أسباب نفوق أسراب من أسماك “الأنشوبا”بسواحل سيدي إفيني؟
شهدت سواحل سيدي إفني، في الآونة الأخيرة نفوقا جماعياً لأسراب هائلة من سمك “الأنشوبا”، سواء في المياه أو على سواحل شواطئها.
الظاهرة حسب ما تناقلته وسائل إعلامية محلية ودولية، أثارت قلق السلطات المحلية، حيث تم حشد جهود لجنة الصيد البحري والمعهد الوطني للصيد، بهدف التحقيق في عوامل نفوق هذه الكميات الكبيرة من الأسماك، إلا أن أسباب هذه الظاهرة لا تزال غامضة.
حديثا عن أسباب هذه الظاهرة، أكد الخبير في المجال البيئي، سحيم محمد السحايمي، أن تقديم تفسير دقيق لأسباب الظاهرة يبقى صعبا كون المعلومات والصور المتوفرة غير دقيقة، مستبعدا أن يكون السبب هو هجرة الأسماك خوفا من الحيتان الضخمة التي تظهر من حين لآخر على سواحل سيدي إفني.
وأوضح المتحدث أن هذا النوع من الأسماك “الأنشوبا” يعيش بشكل جماعي ويهاجر جماعة مثل سمك السردين وغيرها من الأسماك، مشيرا إلى أن هذا الصنف يعتمد طريقة المراوغة من أجل الهروب من الأسماك المفترسة، وهو شكل من أشكال التمويه الذي يعتمد على إبعاد الخطر على مستوى المجموعة ككل.
“ما يؤكد أن ربط خروج هذه الأسماك للشاطئ بالهروب من الحيتان القاتلة يبقى أمرا مستبعدا”، يقول المتحدث، مسجلا أن التفسير الأقرب للواقع هو رغبة الصيادين في التخلص من بعض الكميات الزائدة، ليس تخوفا من العقوبات القانونية، وإنما لعدم قدرة القوارب على استيعاب كميات كبيرة من هذه الأسماك.
وأشار الخبير في المجال البيئي في تصريح لـ “العمق” إلى أن هذا الاحتمال وارد جدا، كون أن الحمولات الكبيرة جدا يصعب حملها على متن مراكب الصيد الصغيرة، لأنها تشكل خطرا.
وفسر سحيم محمد السحايمي وصول هذه الأسماك للشاطئ بوجود تيارات بحرية في أعماق البحار، بحيث تحمل الأسماك للشاطئ وترمي بها لمكان معين.
واستبعد المتحدث أن تكون درجات الحرارة المرتفعة، والتحولات المناخية سببا في ذلك معللا كلامه بالقول: رأينا صنفا واحد من هذه الأسماك، ولم تشمل الظاهرة أصنافا أخرى، خاصة وأن ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة أو التلوث تؤثر على العديد من الأصناف، ما يؤكد أن الحادثة غير مرتبطة بالتغيرات المناخية أو التلوث.
وخلص المتحدث بالتأكيد على أن التفسير الأقرب للظاهرة هو تخلص بعض القوارب من هذه الكميات الزائدة من هذه الأسماك، وما يبرز هذا الاحتمال هي المسافة القريبة بين مكان التخلص والشاطئ.
المصدر: العمق المغربي