مؤتمر يقارب انعكاسات التغيرات المناخية
اختتمت، الخميس، بمدينة مكناس، أشغال المؤتمر الدولي حول “التغيرات المناخية وندرة المياه والسياسات العمومية الصحية في المغرب وإفريقيا.. رؤى متقاطعة”، والذي خصص لتسليط الضوء على انعكاسات التغيرات المناخية وندرة الموارد المائية، فضلا عن مناقشته لإدماج البعد البيئي في السياسات العمومية الصحية من أجل تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتوقف المتدخلون في هذا المؤتمر، الذي نظمته تحت الرعاية الملكية كلية الحقوق التابعة لجامعة مولاي إسماعيل بمكناس بشراكة مع جهات أخرى، عند حجم ظاهرة التغيرات المناخية وانعكاساتها على الأنظمة الحيوية الطبيعية، وما نتج عنها من ظواهر مناخية غير معتادة ولا يمكن التنبؤ بها، إلى جانب تدارس عواقبها البيئية والاجتماعية والاقتصادية الواسعة.
وأكد المؤتمر، الذي تواصلت أشغاله على مدى يومين بكلية الحقوق بمكناس، أن استمرار التغيرات المناخية انعكس على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية على حد سواء.
وفي هذا السياق، رجح الموعد العلمي سالف الذكر أن ترتفع، نتيجة لذلك، وتيرة أمراض القلب والشرايين والجهاز التنفسي والأمراض المعدية وأمراض الحساسية المفرطة والقلق والاكتئاب.
يونس بوفرمة، رئيس الرابطة المغربية للبحث العلمي والحق في الصحة، إحدى الجهات المشاركة في تنظيم المؤتمر المذكور، قال إن هذا اللقاء جمع، من خلفيات مختلفة، العديد من صناع القرار السياسي والاقتصادي والباحثين المغاربة والأفارقة الذين حذروا من تضاعف المخاطر التي تواجه النظم والمؤسسات الصحية نتيجة التغيرات المناخية، خصوصا في البلدان الفقيرة.
وأضاف رئيس الرابطة المغربية للبحث العلمي والحق في الصحة، في تصريح لهسبريس، إلى أن هذا المؤتمر تناول العديد من الموضوعات المتعلقة بتغير المناخ والموارد المائية وتأثيرات ذلك على السياسات الصحية والزراعة والظروف الاجتماعية والاقتصادية بالمغرب وإفريقيا.
وأشار بوفرمة إلى أن ذلك سينعكس سلبا على قدرة قطاع الصحة على تقديم الرعاية وحماية السكان من المخاطر الناجمة عن احتدام هذه الظاهرة.
وتابع أن المشاركين في هذا المؤتمر أكدوا أن المغرب، كدولة مسؤولة ووفية بالتزاماتها الدولية، يعتبر أحد المساهمين الأكثر التزاما بالاستراتيجيات العالمية والتوصيات الهادفة للحفاظ على البيئة والحد من آثار تغير المناخ.
وشدد المتحدث ذاته على أن المغرب، بفضل إنجازه للبنيات التحتية اللازمة في مواجهة التغيرات المناخية وخبرته المتراكمة في هذا المجال، نجح في الحد من آثار تعاقب سنوات الجفاف.
ولفت إلى أن الانخراط الجاد للمغرب في مواجهة التغيرات المناخية مكنه من أن يحصي، اليوم، من بين إنجازات أخرى، 152 سدا كبيرا بسعة تخزينية قدرها 199 مليار متر مكعب، و136 بنية تحتية هيدروليكية صغيرة، فضلا عن وجود 17 سدا كبيرا وعدد من السدود المتوسطة والصغرى وحوالي 10 محطات لتحلية مياه البحر و158 محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في طور الإنجاز.
وأوضح رئيس الرابطة المغربية للبحث العلمي والحق في الصحة أن المؤتمر الدولي حول “التغيرات المناخية وندرة المياه والسياسات العمومية الصحية في المغرب وإفريقيا” سيرفع تقريرا في موضوع مخرجات أشغاله إلى الجهات الوصية، كما ستصاغ مداخلاته في إصدار جماعي؛ قصد تقاسمها مع المهتمين على نطاق واسع.
المصدر: هسبريس