“مؤتمر النظاراتيين” يصدر توصيات
تحت شعار “التمدرس والإبصار” احتضن مركز الاستقبال والمؤتمرات بمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بالرباط فعاليات المؤتمر الوطني الأول للبصريات والنظارات، يومي 11 و12 أكتوبر الجاري، وهو الموعد الذي أفلح في جمع أزيد من 700 مشارك من المتدخلين في مجال البصريات.
وأعلن المؤتمر توصيات في ختامه؛ تتمثل في ضرورة الكشف المبكر للاختلالات البصرية عند الولادة، والمتابعة الدورية في المدارس، ومواكبة الصحة البصريةحتى سن الرشد، مشابهة لبطاقة التطعيم، إضافة إلى تعزيز التعاون بين مهنيي الرؤية، من جهة، والآباء والمعلمين، من جهة ثانية، للكشف المبكر عن العلامات السلبية، وأن تكون الزيارة الأولى لأطباء العيون منذ الولادة، وصولا إلى التركيز على التغذية السليمة وتأثيرها على الصحة البصرية.
النشاط الذي يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للبصر سلط الضوء على أهمية الصحة البصرية للأطفال، والحاجة إلى الكشف المبكر عن مشكلات البصر، وتضمن برنامجا غنيا ومتنوعا توزع بين 12 محاضرة و9 ورشات تناولت التحديات والابتكارات في هذا المجال الحيوي.
وشدد المنظمون على أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لعبت دورًا أساسيًا في نجاح المؤتمر من خلال تقديم خبرات علمية عبر تدخلات أطر الوزارة التي قدمت إستراتيجيات وطنية لتحسين الكشف عن العيوب البصرية في المدارس، ما يعكس التزام الدولة بضمان الصحة البصرية للأطفال وتعزيز التعاون بين قطاعات التعليم والصحة.
وتميز الموعد العلمي بتقديم ورشات تطبيقية نشطتها ليلى ايبويان، صاحبة الماجستير في العدسات اللصقة، همت توعية مجموعة من المدرسات والمدرسين بخصوص أولى علامات العيوب البصرية لدى الأطفال، وتمكينيهم من معلومات قصد ضمان التدخل بسرعة لإخبار أولياء وآباء التلاميذ لتجنب التأثيرات السلبية على التعليم، مشددة خلال محاضرة على أهمية الكشف المبكر باعتباره أساسياً في النجاح الدراسي.
من جانبها قدمت الدكتورة خديجة الشركي، الأخصائية في طب وجراحة العيون، محاضرة حول الضوء وإيقاف تطور قصر النظر، موضحة أساليب مبتكرة للحد من تقدمه لدى الشباب. أما كارل دانيو فقدم ورشة تطبيقية حول ضبط وتثبيت النظارات، مُبرزًا دور وأهمية الحرفية في تلبية المتطلبات البيئية والتكنولوجية الحديثة.
كما استعرض سبستيان براهي، محاضر في مجال البصريات من فرنسا، التقنيات الحديثة في العدسات اللاصقة، بينما قدم مصطفى الزهيري، مدير شركة لتصنيع العدسات اللصقة بالمغرب، عرضا حول أحدث التطورات في تكييف العدسات الصلبة.
مروضو البصر كان لهم حضور نوعي متميز عبر عدة ورشات ومحاضرات لها صلة بشعار المؤتمر. وفي هذا الصدد تناولت ليلى حرجانيً، اختصاصية في ترويض البصر، موضوع “الحول عند الأطفال”، بينما نشط حبيب الراعش، نظاراتي بمدينة أكادير، محاضرة لها صلة بموضوع المؤتمر.
وعرف الموعد العلمي المذكور تأبين أحد رواد طب وجراحة العيون، وهو الراحل البروفيسور سيدي محمد الزهيري، الذي وافته المنية مؤخرا، مخلفا إرثا وعلما ينتفع به، وكذا الراحل الدكتور مصطفى عزيزان، مسؤول عن شعبة البصريات بجامعة القاضي عياض بمراكش.
العمل الإنساني كان حاضرا ضمن أنشطة الجمعية، إذ نظمت قافلة طبية في الـ 5 من أكتوبر الجاري بشراكة مع أطباء العيون وجمعيات محلية عرفت تقديم فحوصات مجانية لأكثر من 400 تلميذ وتلميذة، من المتضررين من الفيضانات الأخيرة، مع توزيع 150 نظارة.
يشار إلى اللجنة المنظمة تراهن على أن يصبح المؤتمر حدثًا دوريًا ومتطورًا لمواصلة مناقشة القضايا الحالية والمستقبلية المتعلقة بالصحة البصرية، وزيادة الوعي لمنع مشاكل النظر لدى الشباب، مؤكدة على أهمية التعاون بين جميع المتدخلين في قطاع البصريات للكشف المبكر والرعاية اللازمة لمشاكل البصر، إذ تهدف التوصيات التي أفرزها المؤتمر إلى تعزيز الكشف والتوعية، مع التركيز على الابتكارات التكنولوجية لتحسين رعاية المشاكل البصرية.
المصدر: هسبريس