حلت كارثة طبيعية غير مسبوقة بمنطقة تيساف والمناطق المجاورة لها بإقليم بولمان، حيث تسببت موجة برد قارس وتساقط كثيف لحبات البَرَد (التبروري) في تدمير شبه كامل لمحصول الزيتون، الذي يُعد المصدر الرئيسي للدخل والقوت اليومي لآلاف الأسر.

ووفقا لشهادات فلاحين ومتضررين، أدت هذه الظاهرة المناخية العنيفة، التي وصفوها بأنها “لم تحدث منذ أكثر من 60 عاما”، إلى خسائر فادحة تقدر بأكثر من 3 مليارات سنتيم.

وأتلفت العاصفة ما يزيد عن 900 هكتار من الأراضي المزروعة بأشجار الزيتون، مما أثر على أكثر من 250 ألف شجرة كانت على وشك أن تجود بمحصول وفير هذا العام.

وقال أحد الفاعلين الجمعويين في المنطقة في تصريح لجريدة “العمق”، إن “هذه الكارثة ضربت المورد الأساسي لساكنة منطقة تيساف”، مضيفا أنها “جاءت بعد سنوات من الجفاف والأمراض التي أثرت على المحصول، وكان أمل الفلاحين معقودا على هذا الموسم لتعويض خسائرهم، لكن للأسف حلت الفاجعة”.

وعبر الفلاحون في تصريحات للجريدة عن صدمتهم وحزنهم العميق لما حدث، حيث يروي مزارع متضرر بحسرة قائلا: “تعب 12 شهرا من الخدمة، من حرث وسقي وعناية، ضاع في خمس دقائق. الزيتون الذي تساقط على الأرض لم يعد صالحا لأي شيء”.

وأضاف آخر وهو يشير إلى أرضه التي تغطيها حبات الزيتون المتساقطة: “كنت أتوقع مدخولا يقدر بـ 15 إلى 20 مليون سنتيم، والآن ذهب كل شيء”.

وأشار المتضررون إلى غياب أي وسائل وقاية في المنطقة لمواجهة مثل هذه الظواهر، كمولدات الهواء الساخن أو غيرها من التقنيات المستخدمة لمكافحة الصقيع، مما جعل الأضرار كارثية.

ووجه المتضررون نداء استغاثة عاجلا إلى السلطات المعنية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة ووزارة الداخلية، مطالبين بالالتفات إلى معاناتهم، كما دعوا إلى تشكيل لجان لزيارة المنطقة ومعاينة حجم الخسائر، وتقديم دعم مادي ومعنوي عاجل لمساعدتهم على تجاوز هذه المحنة وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

كما ناشدوا بتفعيل “الصندوق الوطني لمكافحة الكوارث الطبيعية” لتعويضهم عن خسائرهم، محذرين من أن غياب الدعم قد يدفع العديد من الأسر إلى الهجرة نحو المدن بحثا عن مصادر رزق بديلة، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي والديموغرافي في هذه المناطق القروية التي تعتمد كلياً على الفلاحة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.