لماذا تصر الولايات المتحدة الامريكية على استخدام “الفيتو” لصالح إسرائيل؟
استخدمت الولايات المتحدة، الأربعاء، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي لمنع صدور قرار يدعو إلى وقف “فوري وغير مشروط ودائم” لإطلاق النار في غزة. جاء ذلك في سياق استمرار دعمها التقليدي لحليفتها إسرائيل، رغم تأييد 14 دولة أخرى للقرار الذي طالب بوقف شامل لإطلاق النار واحترامه من جميع الأطراف، إضافة إلى الإفراج الفوري عن الرهائن.
مشروع القرار، الذي صاغته سفيرة غيانا كارولين رودريغز بيركيت نيابة عن الدول العشر غير الدائمة العضوية في المجلس، ركّز أيضًا على ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية دون أي عوائق، وأوضحت بيركيت أن النص خضع لمشاورات طويلة مع جميع الأعضاء، مشيرة إلى أنه يعكس الواقعية والتوازن في معالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة.
ويرى مراقبون أن استخدام الولايات المتحدة للفيتو لصالح إسرائيل ليس بجديد، بل هو نهج ثابت يعكس التزامها التاريخي بدعم تل أبيب في المحافل الدولية.
في هذا السياق قال الباحث في العلاقات الدولية، عبد الله الهندي، إن استخدام الولايات المتحدة للفيتو لصالح إسرائيل يعكس التزامًا استراتيجيًا ثابتًا بدعمها، ويأتي نتيجة عوامل متعددة تجمع بين المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وأوضح الهندي في تصريح لجريدة “العمق” أن “إسرائيل تمثل ركيزة أساسية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ليس فقط كحليف أمني، ولكن أيضًا كدولة تحقق التوازن في المنطقة لصالح السياسات الأمريكية، خاصة في مواجهة إيران أو القوى المناوئة للنفوذ الأمريكي”.
وأضاف الهندي أن “الدعم الأمريكي لإسرائيل يتجاوز الجانب الاستراتيجي إلى أبعاد سياسية داخلية، فاللوبيات المؤيدة لإسرائيل في واشنطن، تلعب دورًا محوريًا في صياغة السياسات الأمريكية المتعلقة بالشرق الأوسط، حيث تضغط على صانعي القرار للحفاظ على دعم غير مشروط لإسرائيل، خصوصًا في مجلس الأمن”، وفق تعبيره.
وأكد الهندي أن لهذا النهج تأثيرات خطيرة على المنطقة وعلى المؤسسات الدولية، مشيرا أن “الإصرار الأمريكي على دعم إسرائيل يُضعف مجلس الأمن كمؤسسة معنية بحفظ السلم والأمن الدوليين، ويزيد من إحباط الفلسطينيين والدول الداعمة لحقوقهم.
كما يُعزز، حسب النتحدث ذاته، شعور إسرائيل بأنها فوق القانون الدولي، مما يدفعها إلى الاستمرار في سياساتها العدوانية دون خشية من المحاسبة”.
وشدد على أن “الحل السياسي العادل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يتحقق إلا إذا غيرت الولايات المتحدة نهجها، وبدأت في تبني سياسات أكثر توازنًا تأخذ بعين الاعتبار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتُظهر التزامًا حقيقيًا بالسلام في المنطقة”.
المصدر: العمق المغربي