ندّد الأستاذ الجامعي والباحث المغربي إدريس لكريني بما اعتبره “تشهيرًا وافتراءات كاذبة” طالت مسيرته الأكاديمية والبحثية، ضمن مقال نشره الباحث الجزائري مصطفى بخوش في مؤلف جماعي صدر عن مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر، تحت عنوان “غزة والعلوم الاجتماعية” في طبعته الأولى سنة 2024.
وقد تضمّن المقال، المنشور في الصفحات 104 وما بعدها، تقييما اعتبره لكريني في بلاغ له، “تحامليا ومجحفا”، حيث تطرق فيه الباحث الجزائري إلى “اهتمامات وتوجهات الجماعة العلمية العربية في حقل العلوم السياسية والعلاقات الدولية”، مستعرضًا ضمن ما أسماه بـ”التحليل الكمي”، مقالات 13 باحثا، من بينهم إدريس لكريني، الذي أفرد له أكثر من صفحتين (143145).
في هذا السياق، زعم كاتب المقال أن معظم كتابات لكريني في صحيفة الخليج “تبتعد عن تناول قضايا الواقع الدولي”، وأنه كتب “مقالاً واحداً فقط حول القضية الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى”، مما اعتبره الباحث دليلاً على أن “القضية الفلسطينية لا تدخل ضمن اهتماماته البحثية”. وهي الاستنتاجات التي وصفها لكريني بأنها “غير مؤسسة، وتفتقر للموضوعية والمعايير العلمية”.
وردًا على هذه الادعاءات، شدد د. لكريني على أن ما ورد في المقال المعني “يتسم بالتحامل والتشهير”، مبرزًا أنه نشر أكثر من 380 مقالاً في صحيفة الخليج وحدها منذ 2013، إلى جانب مقالات أخرى في مجلة درع الوطن، والجزيرة للدراسات، فضلًا عن كتب ودراسات متوفرة على موقعه الإلكتروني. وأرفق لكريني بلاغه بعدد من العناوين التي دحضت مزاعم الباحث الجزائري.
كما أشار إلى أن اهتمامه بالقضية الفلسطينية لا يقتصر على المقالات، بل يمتد إلى المحاضرات الأكاديمية والندوات العلمية التي شارك فيها، فضلًا عن إشرافه على رسائل علمية في الموضوع، منها ما وُجّه مباشرة إلى طلبة فلسطينيين.
وفي البلاغ ذاته، حمّل لكريني مركز ابن خلدون بجامعة قطر المسؤولية عن نشر هذه المادة، معربًا عن “استغرابه من السماح بتضمين هذه الإساءة في مؤلف علمي، دون أدنى مراجعة علمية أو تحكيم أكاديمي”، خاصة وأن المقال كان في الأصل ورقة قُدمت ضمن مؤتمر “التجسير” السنوي المنعقد بتاريخ 5 أكتوبر 2024، والذي تكفّل المركز بتنظيمه ورعاية المشاركين فيه، ومنهم كاتب المقال.
وأشار الباحث إلى أن المركز سحب لاحقًا النسخة الإلكترونية من الكتاب من موقع الجامعة بعد مراسلته، وأبلغه بأنه تمّت مراسلة صاحب المقال لإجراء “تعديلات تضمن سلامة البحث من أي ثغرة منهجية”، دون إصدار أي اعتذار أو توضيح رسمي، سواء من المركز أو من جامعة قطر، رغم المراسلات المتكررة التي وجهها د. لكريني إلى الجهات المعنية، بما في ذلك وزيرة التربية والتعليم العالي بدولة قطر، ورئيس الجامعة.
وأعرب لكريني عن رفضه القاطع لما وصفه بـ”تصريف مواقف عدائية باسم البحث العلمي”، داعيًا إلى احترام أخلاقيات البحث وأسس النزاهة الأكاديمية، وعدم توظيف المؤسسات العلمية في تصفية الحسابات أو استهداف الباحثين على خلفيات غير أكاديمية.
المصدر: العمق المغربي