لقاء يقارب القنص المستدام بالمغرب
الإثنين 23 شتنبر 2024 08:48
عقدت اللجنة التحضيرية للملتقى الدولي حول القنص المستدام، بمدينة مراكش، ثاني اجتماع لها تحت شعار “أهمية القنص في الحفاظ على المنظومة البيئية: بين تحديات الاستدامة وتأثيرات التغيرات المناخية”. وتسعى هذه التظاهرة، التي تعد سابقة في هذا المجال بالمغرب، إلى تحقيق توازن فعلي ومستدام بين القنص كرياضة موسمية ومتطلبات الحفاظ على البيئة والتراث الحيواني.
ومن أهداف هذه التظاهرة الهيئة، القيام بحملات تحسيسية وتوعوية منتظمة في أوساط القناصة والتشديد على ضرورة احترام البيئة وأخلاقيات رياضة القنص تحت طائلة القانون، ثم القيام بحملات مماثلة في أوساط الساكنة القروية لحثها على الإسهام في دعم مجهودات الوكالة الوطنية للمياه والغابات للحفاظ على الثروة النباتية والحيوانيّة.
وخلال مائدة مستديرة نظمت بهذه المناسبة، بمشاركة عميد كلية العلوم بجامعة القاضي عياض والمدير الجهوي للوكالة الوطنية للمياه والغابات والعديد من الأطر والباحثين والأساتذة الجامعيين ومسؤولي المصالح المعنية والمجتمع المدني، أجمعت المداخلات على أن تحقيق التنمية المجالية المستدامة يتطلب مراعاة الحفاظ على البيئة واحترام ثقافة ساكنة المناطق القروية التي تمارس فيها هذه الرياضة.
وأعرب المشاركون في هذا الملتقى عن استعدادهم لبذل المجهودات اللازمة والاستماتة في العمل من أجل ضمان استمرارية هذه التجربة الرائدة، التي تعد تفعيلا حقيقيا لمقتضيات الدستور المتعلقة بالديمقراطية التشاركية، عبر نسج علاقات تكاملية بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.
ووضعت اللجنة التحضيرية للملتقى الدولي حول القنص المستدام نصب عينيها خلق وعي جماعي بأهمية رياضة القنص كرافعة للتنمية المحلية المستدامة وضرورة الحفاظ على البيئة وتوازنها لضمان تلك التنمية، في ظل ما يواجهه المغرب من تغيرات مناخية وما ينتج عنها من تأثيرات اقتصادية واجتماعية تنذر بهجرات جماعية من القرى نحو المدن، بسبب الإجهاد المائي، ما يفرض على المجتمع المدني القيام بأدواره، من قبيل التوعية والتحسيس، رغم معدل الأمية الذي لا يزال جد مرتفع في المغرب، خصوصا في العالم القروي، ويشكل عائقا كبيرا أمام إنجاح هذه العملية.
وأوضح المشاركون في هذا النقاش أن النمو الاقتصادي المنشود يتم بخلق موارد تكميلية أو بديلة أو جديدة للعيش ستساهم في الحد من الهجرة القروية. أما على المستوى الاجتماعي، فسينعكس الانتعاش الاقتصادي على أنماط عيش تلك الساكنة التي سينمو لديها وعي جماعي بضرورة الحفاظ على الموارد البيئية، على اعتبار أن هذه الأخيرة تعد لو استغلت بشكل معقلن رافعة فعلية وفعالة للتنمية؛ كونها وسيلة لجلب السياح في إطار ما يسمى السياحة الإيكولوجية أو المستدامة.
وأضاف المتدخلون أن هذا النوع من السياحة يعد “منتجا متخصصا (Produit de niche) يتماشى مع موضة العصر وسيزداد الطلب عليه بالنظر إلى عوامل عدة، أبرزها البحث عن الاستجمام والاسترخاء في المناطق الريفية الهادئة والمتميزة بجودة جوها، واستخدام واستهلاك المنتجات والمواد المحليةProduits du terroir) )، ما سيخلق ديناميكية إنتاجية ترتكز على الصناعات التقليدية المحلية، واكتشاف عادات وتقاليد وثقافة الساكنة بعيدا عن ضوضاء كبريات المدن السياحية التي بدأت تفقد جاذبيتها، بسبب جملة من المشاكل يواجهها السائح الأجنبي خلال إقامته، من مضايقات وعمليات النصب والاحتيال وغيرها من مظاهر مشينة ومسيئة لسمعة المغرب كوجهة سياحية.
المصدر: هسبريس