اخبار المغرب

لقاء تربوي يناقش مدارس الريادة

نظم الفرع الإقليمي للمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بسيدي قاسم، بالقاعة الكبرى للعروض بدار الشباب، ندوة علمية تربوية، موضوعها: “مدارس الريادة: استراتيجيات التدريس”، استفاد منها الطلبة المتدربون بالمركز، كونهم أساتذة الغد وهم من سيسهر على تنزيل المشروع وإنجازه، وتناول فيها المتدخلون وكذا الحضور بالنقاش والتحليل مشروع مدارس الريادة الذي تقوم بتنزيله وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والريادة بداية من موسوم 2023/2024 الذي شهد الشروع في تجريب المشروع، ثم الموسم الحالي 2024/2025 الذي يتم خلاله توسيع البرنامج للوصول إلى التعميم الموسم المقبل، حسب بعض الوثائق الصادرة عن وزارة التربية الوطنية.

الندوة نشط أطوارها ادريس العامري، أستاذ التعليم العالي بالفرع الإقليمي للمركز بسيدي قاسم، الذي حاول في ورقة تأطيرية التذكير بحيثيات وأسباب نزول مشروع مدارس الريادة بصفة عامة، واستراتيجيتة التدريس وفق المستوى المناسب والتدريس الصريح على وجه الخصوص، مشيرا إلى أهمية الندوة للطلبة المتدربين، كونها تجمع بين الجانب الأكاديمي والنظري كما يتلقونه بالمركز، وبين ما يحبل به الميدان في هذا الإصلاح الجديد، انطلاقا من استضافة مواكبين له ومكونين فيه لتقاسم التصور والنظرة حول الأجرأة، والخروج بخلاصات وتوصيات وأفكار تكون خلفية وسندا مهما لأساتذة الغد بعد التخرج.

وفي كلمة له، اعتبر المحجوب ادريوش، مدير الفرع الإقليمي لمهن التربية والتكوين بسيدي قاسم، أن تنظيم هذه الندوة التربوية يأتي تنفيذا لمضامين المقرر الوزاري 24/066 بتاريخ 22 نونبر 2024 وتنزيلا لرزنامة التكوين للموسم 2024/2025 الخاصة بتأهيل أطر التدريس بالمراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، لاسيما الشق المتعلق بالتكوين التكميلي والأنشطة المندمجة، كما يحكم تنظيمها جانب تربوي بيداغوجي “بتعرف الطلبة المتدربين على مكونات المشاريع الإصلاحية وكيفية تدبيرها داخل الفصول، وقال: “لهذا حاولنا ربط النظري وجزء مما يتلقونه خلال التداريب الميدانية بكيفية وطرق الأجرأة والتنزيل”.

وزاد ادريوش موضحا أن موضوع الندوة “يلامس جانب التفعيل والأجرأة على أرض الواقع أكثر من ملامسته ما هو نظري فقط، خاصة كيفية تفعيل مكونين هامين وأساسيين من مكونات مدارس الريادة، هما التدريس وفق المستوى المناسب ((TaRL كمقاربة علاجية، والتدريس الصريح كمقاربة وقائية”، والهدف، بحسب المتحدث، “تنزيل البرامج الإجرائية لخارطة الطريق 20222026، وذلك لكسب رهانات التحكم في التعلمات الأساس وتجويدها”.

وفي مداخلة أولى عنوانها “التدريس وفق المستوى المناسب ((TaRL: نحو استراتيجيات بديلة لمعالجة الصعوبات التعليمية”، تحدثت حنان بنيس، مفتشة تربوية مواكبة لمدارس الريادة مكونة في استراتيجيات التدريس بمدارس الريادة، بشكل مستفيض عن هذا النوع من التدريس وكيفية تنزيله على أرض الواقع داخل الفصول الدراسية، بتقديم خطط واستراتيجيات لتمرير الروائز وكيفية تعاطي الأستاذ معها.

وعرضت بنيس الوثائق المصاحبة للمشروع وكيفية تفعيل مضامينها بعد التوصل بها وتحويلها إلى خطاطة ذهنية تساعد على تجاوز الصعوبات المسجلة التي تم رصدها سلف، كما قدمت الإطار العام للتدريس وفق المناسب ((TaRL، والمبادئ الأساسية المؤطرة لهذه المقاربة، إلى جانب الأدوات والإجراءات المتعلقة بها الخاصة بمواد الرياضيات والعربية والفرنسية، والموجهات العامة في بنائها والتعاطي معها، فضلا عن مقاطع وأمثلة محسوسة وواقعية مرتبطة بهذا النموذج.

من جانبه، أوضح محمد الريمي، مفتش تربوي مواكب لمدارس الريادة مكون في استراتيجيا التدريس بها، في مداخلة له بعنوان: “التدريس الصريح سياقاته ومداخل تنزيله”، أن التدريس الصريح كمكون من مكونات مشروع مؤسسات الريادة “جاء استجابة لضرورة بيداغوجية محضة نظرا لخصائصه التي تتماشى مع ما يتطلبه الواقع التعليمي المغربي علاقة بالبرامج الإصلاحية المقترحة، كونه مقاربة وقائية تستهدف استباق تراكم التعثرات كاستراتيجة تعليمية منظمة تستخدم لغة وأهدافا واضحة، وتخفف الحمولة المعرفية، وتشجـع تفاعل التلميذ عبر إجابات متكررة وتغذية راجعة، تهدف لتعزيز تعلم فعال واحتفاظ طويل الأمد بالمعلومات”.

وأضاف الريمي أن هذا النوع من التعليم يهدف كذلك إلى “تمكين الأساتذة من الكفايات اللازمة لتنزيله كمقاربة وقائية، مع التركيز على المهارات العملية”، وعرج على ذكر سياقات هذه الاستراتيجية في التدريس، مذكرا بتجارب بعض الدول، رابطا ذلك بالسياق المغربي.

ومن أجل ربط النظري بما هو عملي وتطبيقي داخل الفصول الدراسية، عدد الريمي مجموعة من المداخل والاستراتيجيات الفعالة في التدريس الصريح، مثل التعليم المباشر والنمذجة والتدريب الموجه، موضحا كيف أن هذه الاستراتيجيات مدعومة ومؤسسة على أبحاث العلمية تؤكد فعاليتها في تحسين أداء التلاميذ وتسهيل انتقالهم من الممارسة الموجهة إلى المستقلة.

المداخلة الثالثة قدمها عبد الإله شليح، أستاذ محاضر مؤهل بالفرع الإقليمي بسيدي قاسم، موضوعها “L’enseignement explicite entre succès international et expérimentation au niveau national”، قارب من خلالها التعليم الصريح على المستوى العالمي، مستدمجا البعد الإفريقي وداعيا إلى أخذ خصوصيات المغرب بالاعتبار أثناء الأجرأة والتنزيل مع إشراك جميع المتدخلين والفاعلين في كل المحطات المرتبطة بالمشروع، ذاكرا تقارير بعض الدراسات الدولية والوطنية ذات الصلة، خاصة”PNEA “.

ولربط الموضوع بالأبحاث والخلفيات التربوية العلمية، عرج شليح على صنافة بلوم التي أشار صاحبها إلى أن أي تعليم فعال يروم تحقيق ثلاثة أهداف هامة: أولها الرفع من المعدلات العامة للتلاميذ، ثم تقليص الهوة بين التلامذة الجيدين وأولئك المتعثرين أو الذين يعانون من صعوبات في اكتساب المهارات الأساسية والتعلمات الأساس، وأخير تحليل المفعول الاجتماعي للتعلم.

واستفاد الطلبة المتدربون والحضور من نقاش مستفيض قارب الثلاث ساعات، بخلفية نظرية أساسها ما يتم داخل المركز وأثناء التدريب بالمؤسسات المستقبلة، مع ربطها بما تم تقديمه من طرف المتدخلين.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *