احتضنت جهة طنجة تطوان الحسيمة، يوم السبت 19 أبريل 2025، لقاء جهويا تحت عنوان: “الشباب المغربي: الأولويات والتحديات”. نظم هذا اللقاء المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية بشراكة مع جمعية جندرة للتمكين والتنمية المستدامة بطنجة، وبدعم من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية، وذلك في إطار برنامج الديمقراطية التشاركية والمواطنة.
وقد استهدف هذا اللقاء إتاحة فضاء تفاعلي للشباب من مختلف أقاليم الجهة لمناقشة معمقة للتحديات والإكراهات التي تعيق انخراطهم الفعال في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. كما شكل فرصة للتفكير الجماعي في سبل مبتكرة لتعزيز مشاركتهم في صنع القرار وتفعيل أدوارهم المحورية داخل المجتمع.
وشهد اللقاء حضورا لافتا لعدد كبير من الشباب والفاعلين المدنيين النشطين في جهة طنجة تطوان الحسيمة. وتناول المشاركون قضايا ذات أهمية قصوى بالنسبة للشباب المغربي، من بينها الهجرة والتنمية المستدامة، والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى المقاولة وريادة الأعمال، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للشباب، مع إيلاء أهمية خاصة لمقاربة النوع.
وتميز اللقاء بكونه منصة حيوية لتبادل التجارب والممارسات الجيدة بين الشباب والفاعلين المدنيين. وتجاوز النقاش مرحلة التشخيص للفرص والتحديات التي تواجه الشباب، لينتقل إلى مرحلة الاستشراف من خلال اقتراح حلول عملية ومبادرات قابلة للتنزيل على أرض الواقع. وقد أكد المشاركون على ضرورة خلق دينامية مدنية وسياسية جديدة داخل الجهة لتعزيز مشاركة الشباب بشكل فعال.
وتمخض اللقاء عن جملة من التوصيات، حيث دعا المشاركون إلى تعزيز الثقة المتبادلة بين الشباب والمؤسسات المختلفة، وتوفير بيئة آمنة ومفتوحة للنقاش العمومي البناء، وإشراك الشباب بشكل حقيقي وفعال في صياغة وتنفيذ السياسات العمومية الترابية، وتجويد منظومة التربية والتكوين والتشغيل لضمان دمج فعلي للشباب في مسار التنمية الجهوية.
كما أوصوا بالحد من التفاوتات المجالية بين المناطق القروية والحضرية، وإدماج الشباب في وضعية إعاقة وتمكينهم، وتأهيل مدارس الريادة في المجال القروي وتحسين جودة خدماتها، وخلق ائتلاف جهوي للشباب بهدف تبادل الخبرات وتجاوز الإكراهات من خلال الاستغلال الأمثل للذكاء الاصطناعي.
علاوة على دعوتهم لضمان الاستدامة والمواكبة على مستوى البرامج والتكوينات الموجهة للشباب، تحقيق المصالحة بين الفاعل السياسي والفاعل المدني وتغيير النظرة إلى هذا الأخير، وخلق شروط لتمثيلية الشباب ضمن البرامج الموجهة لهذه الفئة لإنشاء المقاولات، بالإضافة إلى أنسنة المرافق والمؤسسات العمومية المعنية بقضايا الشباب.
كما أكد اللقاء على ضرورة استغلال الفرص المتاحة بالنظر لخصوصية الجهة وإمكاناتها اللوجستية، وتوحيد جهود شباب الجهة من خلال الاشتغال وفق رؤية استراتيجية تستحضر الفرص والتحديات وتستشرف سبل تجاوزها. وقد أكد المنظمون على أهمية هذه التوصيات في رسم خارطة طريق لتعزيز دور الشباب في التنمية المستدامة والديمقراطية التشاركية بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
المصدر: العمق المغربي
