قال إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن كل حركة في التاريخ تمر بدورة حلزونية تشمل مراحل من التقدم والتراجع، النجاح والإخفاق، مضيفا: “لقد عشنا هذه الدينامية حتى وصلت في بعض الفترات إلى ما وصف بالانتحار الاجتماعي، قبل أن تعيد الإرادة والعمل المشترك الأمل في الانطلاقة من جديد”.
وتابع لشكر الذي كان يتحدث خلال لقاء نظمه حزبه في مدينة تطوان على هامش مؤتمره الإقليمي، الذي انعقد تحت شعار: “تطوان في قلب التحول: عدالة مجالية، تنمية مستدامة، وانفتاح متوسطي: “نحن هنا اليوم في تطوان مجتمعين حول قناعات توحدنا، ومافيناش غير الشياطين فقط ومافيناش الملائكة فقط، ولكننا جزء من هذا المجتمع بتفاعله وعلينا أن نتوحد جميعا للعمل على تجاوز هذه المطبات لبناء المستقبل الاتحادي”.
وأبرز المتحدث ذاته أهمية هذه المحطة التنظيمية لتجديد كتابة إقليمية للحزب بتطوان، بما يمكنها من التوسع وخلق امتدادات في العالم القروي كما في المدينة، معربا عن تفاؤله بمستقبل مدينة تطوان ومثيلاتها من مدن الشمال التي شهدت المصالحة مع المركز في نهاية تسعينات القرن الماضي، مؤكدا أن المرحلة المقبلة يجب أن تنطلق من “المعقول”، بدءا بحل المشاكل الحقيقية.
وأورد الكاتب الأول لحزب “الوردة” أن النموذج التنموي الذي تم التوافق عليه “لم ننفذ منه ولم نفعل منه أي شيء، ونحن مطالبون بالتوجه إلى المستقبل”، مؤكدا أن قطارا سككيا بين طنجة وتطوان ممتدا على طول الشريط الساحلي من شأنه أن يحرر المنطقة من بؤس “الترافيك”، داعيا إلى التفكير في إطلاق خط سككي حتى لا يتم تعطيل التنمية بشكل كبير.
وفي معرض جوابه على سؤال هسبريس حول احتمال وإمكانية تعديل قانون الحزب ونظامه الداخلي من قبل اللجان الموضوعاتية المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام وفتح الباب أمام ولاية رابعة له، ذكر لشكر أن “سياسة الغد لا يمكن أن تكون كسياسة البارحة”، مضيفا أن الحزب يستعد لمرحلة جديدة على المستويات الإيديولوجية والسياسية والمؤسساتية.
وأوضح الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي أن “ذلك سيتضح من خلال برنامجنا وما نقترحه من جديد في المشهد الحزبي وأي مشروع تنموي نطرح وكيف يمكن أن نطوره، من خلال ما يناقشه المؤتمر من أوراق جديدة، وأفكار متقدمة تستجيب لتحديات المرحلة”، موردا: “سنكون مرة أخرى سبّاقين لإثارة التساؤلات الجوهرية ومحاولة تقديم الأجوبة حول ما نطمح إليه للمجتمع”.
من جانبه، اعتبر الدكتور محمد السوعلي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الإقليمي السابع بتطوان، أن المؤتمر يمثل انبعاثا جديدا للحزب في المنطقة، خدمة للمواطنين والمواطنات، قائلا إن “الدينامية التي يعرفها الحزب تتجسد في إعادة هيكلة أكثر من 50 جهازا على مستوى أقاليم المملكة”، مشددا على أن “هذه الدينامية ليست مرتبطة فقط بالتحضير للانتخابات، بل برؤية شاملة لإعداد تقرير تنموي يشخص التحديات والفرص، ويقترح مشروعا استراتيجيا لتطوان، المدينة التي اختارها الملك محمد السادس عاصمة صيفية وتحتضن مناسبات وطنية كبرى، من ضمنها احتفالات عيد العرش وحفل الولاء”.
وأضاف السوعلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن شعار المؤتمر “تطوان في قلب التحول”، “يعكس رغبة في تحقيق النجاعة الاقتصادية والعدالة المجالية والتنمية المستدامة، والانفتاح على المحيط المتوسطي، من خلال شراكة حقيقية بين مختلف الفاعلين من سلطات، منتخبين وجمعيات المجتمع المدني، بهدف الارتقاء بمكانة المدينة ومحاربة البطالة، ودمج تطوان في الدينامية التنموية التي تعرفها المملكة”.
حري بالذكر أن المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان أسفر عن انتخاب كل من الدكتور محمد السوعلي كاتبا إقليميا، وحميد الدراق رئيسا للمجلس الإقليمي للحزب.
المصدر: هسبريس