“لسنا ديكور أو دمى لإرضاء المسؤولين”.. هذه دوافع مقاطعة “إلتراس البيضاء” للديربي

كشفت المجموعات المشجعة لناديي الرجاء والوداد الرياضيين، “كورفا سود”و”كورفا نور”، حيثيات اتخاذها لقرار مقاطعة “الديربي” الذي جرى، السبت الماضي، على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء وانتهى بالتعادل الإيجابي بين الطرفين.
وأوضحت المجموعات، في بلاغ مشترك، أنه “قبل مباراة الديربي، عقدت عدة اجتماعات بين المجموعات الثلاث، تم خلالها الإتفاق على مقاطعة مباراة الديربي، مضيفة: “عقدنا بعد ذلك اجتماعا مع السلطات المختصة لتوضيح مجموعة من الأشياء والأمور وتأكيد موقفنا الذي اخترناه عن طواعية ، كما قررنا التزام الصمت والاحتفاظ بالقرار داخليا لعدم التحريض على المقاطعة ولأننا نعي أكثر من غيرنا حساسية الظرفية والاحتقان الرياضي بالمدينة ونحن تهمنا مصلحة البلاد أكثر من أي شيء آخر ولا تحركنا أي خلفيات “.
وبالعودة للأسباب التي جعلت المجموعات تقاطع الحضور للمباراة، كشفت المجموعات أن ذلك يعود لـ”العشوائية والتدبير العبثي لورش إصلاح معلمة رياضية عريقة من قيمة مركب محمد الخامس على مر التاريخ ، دون أي محاسبة تذكر، حيث صرفت ملايير بلا أي جديد، نفس الترقيعات تتكرر وحدها أرقام الميزانيات من ترتفع وترتقي، ناهيك عن التماطل والتأخر الكبيرين للأشغال حتى تم حسم أغلب ألقاب الموسم”، وفق تعبيرها، مذكرة أن “ملاعب أخرى شيدت بالكامل في ظرف وجيز وأنه في آخر ثمانية سنوات تم إقفال الملعب للإصلاح ثلاث مرات”.
كما نددت “إلتراس” الفريقين بـ”المنع والتضييق الذي تعانيه الحركية منذ بداية الموسم، خاصة التنقلات التي تم تقييدها بلا أي أسباب واضحة، ناهيك عن الكيل بمكيالين بين مدينة وأخرى وقرارات “الويكلو” غير المفهومة”.
وانتقدت المجموعات المناصرة، ما وصفته، بـ”التهميش الذي عانته وتعانيه مدينة الدار البيضاء على مستوى البنيات التحتية، ففي الوقت الذي استفادت فيه أندية مغمورة من بناء ملاعب حديثة بمواصفات دولية ، لم نلمس أي مجهودات تذكر بالعاصمة الاقتصادية والملعب الوحيد الذي يتم بناؤه يبعد عن المدينة بأزيد من 50 كلم بضواحي بن سليمان”، على حد قولها، معتبرة أن “ساكنة المدينة تحس بعدم الاحترام والتقدير رغم كل الذي قدمت رياضيا على مر التاريخ”.
وأضافت: “حتى على مستوى باقي الرياضات فالأندية البيضاوية تعاني من الافتقار لقاعات وتضطر أحيانا للتنقل لمدن أخرى، بل أن بعض القاعات الرياضية تعترض عن استقبال مباريات الوداد والرجاء وتفضل سهرات فنية، إضافة لحرمان العاصمة الاقتصادية من استضافة كأس العالم 2030، والإكتفاء بمباريات هامشية في “كان 2025″، فكيف تتحدثون عن معلمة بدون ولا مباراة للمنتخب في “الكان” ؟ وأين هم من يمتلكون الصفة للدفاع عن الدار البيضاء وأي هم المنتخبين الذين لا أثر لهم وظهورهم مناسباتي كلما اقتربت الإنتخابات ؟”.
ومن أسباب المقاطعة، حسب البلاغ ذاته، ما وصفته، بـ”الأحكام القاسية التي يتعرض لها أعضاء المجموعات بفعل فصل ظالم 507، حيث عوقب شباب في مقتبل العمر بقساوة بـ10 و15 سنة وحتى في غياب أي ضحايا”، مشيرة إلى أن العمل في هذا الإطار انطلق منذ فترة بعيدة برسائل ومواقف بالحضور للملعب”.
واستطردت: “كما أننا كمجموعات نحاول في كل المناطق القضاء على جميع التجاوزات غير الرياضية والتي لا تمثل مبادئنا وقيمنا. نتائج هذه الحملات أصبحت ملموسة على أرض الواقع، والجميع مسؤول في هذا الشق. في المقابل الجهات المعنية ملزمة بالتحرك لإيجاد حلول جذرية بدل الأحكام الجاهزة والتقصير في تعميق البحث، السلوكيات المرفوضة تلطخ الحركية ككل وهي نتيجة حتمية لغياب الفضاءات الترفيهية والثقافية، الشاب عند أول احتكاك له بالشارع لا يرى أمامه سوى الألتراس لتفريغ طاقته لغياب البديل، الإجرام حقيقة حتمية ووجوده غير مرهون بوجود الألتراس أو غيابها”.
ونددت المجموعات بـ”حملات الإساءة الهوجاء التي تتعرض لها المجموعات من طرف أبواق إعلامية خبيثة توزع الوطنية والخيانة، ومنح الفرصة للعادي والبادي لتصريف حقد دفين اتجاه جمهور لطالما أعطى دروسا في الوطنية داخل وخارج أرض الوطن، دون أن ينتظر جزاءا أو شكورا من أحد”، منتقدة أيضا “التصريحات اللامسؤولة لبعض المسؤولين “لي بغا الدارالبيضا يجلس فيها ” ولما تعرضت له الأندية من استهداف واضح سواء من الجامعة أو العصبة الاحترافية ولجان التحكيم والبرمجة”.
وشددت المجموعة على مكانة الجماهير البيضاوية بالقول: “لسنا ديكور أو دمى لتأثيث الفضاء ولإرضاء مسؤولين فشلة وكسالى يسعون لتلميع صورهم الشخصية، نحن أبناء هذا الوطن نمتلك غيرة وحبا لهذه الأرض الطيبة لا للمصالح الضيقة ومن تهمه صورة البطولة الوطنية اليوم أين كان منذ الدورة 1 إلى غاية الدورة 25 حيث الصور القاتمة تنبعث من مختلف الملاعب”.
وخلصت إلى أن “المقاطعة هي وقفة لإيقاظ الضمائر الحية، المقاطعة هي رد على من يطبعون مع الفساد في تدبير شؤون المدينة والرياضة بصفة عامة وشغفنا غير قابل للترويض ولسنا أداة لتسويق مباراة في موسم سوق فيه المسؤولون لكل أنواع الفشل الرياضي”.
المصدر: العمق المغربي