أعلنت شركة “أوبن إيه آي” (OpenAI)، عملاقة الذكاء الاصطناعي، عن دخولها رسميا إلى ساحة المنافسة على سوق متصفحات الإنترنت، وذلك بإطلاق منتجها الثوري الجديد “أطلس” (Atlas).
ولا يهدف المتصفح الجديد إلى أن يكون مجرد بديل، بل يسعى إلى إعادة تعريف تجربة البحث والتصفح اليومية، واضعا نفسه في مسار تصادمي مباشر مع عمالقة السوق مثل جوجل كروم وسفاري.
وفي بيان الإطلاق، أكدت الشركة أن “أطلس” يتجاوز كونه محرك بحث مدمج في متصفح، بل السمة الأبرز التي تميزه هي الدمج الكامل وغير المسبوق لقدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في كل وظيفة من وظائفه الأساسية.
فبدلا من أن يكون الذكاء الاصطناعي مجرد نافذة جانبية أو إضافة اختيارية، أصبح هو المحرك الأساسي الذي يفهم ويفسر ويتفاعل مع كل ما يراه المستخدم، حيث يمنحه هذا التكامل العميق قدرة فائقة على فهم السياق، مما يجعله مساعدا شخصيا وليس مجرد أداة لعرض الصفحات.
“أطلس” يقرأ ويفهم.. عصر الإجابات السياقية
على عكس المتصفحات التقليدية التي تكتفي بعرض المحتوى، يتمتع “أطلس” بقدرة فريدة على “قراءة وفهم” كل نص وصورة وبيانات معروضة على الشاشة أمام المستخدم، حيث تفتح هذه الخاصية الباب أمام تفاعل جديد كليا.
ويمكن للمستخدم الآن طرح سؤال مباشر وصريح حول المحتوى الذي يطالعه، مثل “ما هي الحجة الرئيسية في هذه الفقرة؟” أو “كم تبلغ تكلفة الشحن لهذا المنتج؟”، ليقوم “أطلس” باستخلاص الإجابة وتقديمها مباشرة من صلب المحتوى المعروض، دون الحاجة لفتح نوافذ بحث جديدة.
ولا تقتصر قدرات “أطلس” على الفهم فقط، بل تمتد إلى التحليل الفوري والمهام المعقدة التي كانت تتطلب جهدا يدويا كبيرا، حيث يمكن للمستخدم فتح صفحتين لمنتجين مختلفين، ثم يطلب من “أطلس” إجراء مقارنة شاملة بينهما، وسيقوم المتصفح بتلخيص الفروقات في السعر والمواصفات والمميزات في تقرير منظم.
وعند قراءة مقالين إخباريين حول نفس الحدث من مصدرين مختلفين، يستطيع “أطلس” تحديد نقاط التباين والاختلاف في التغطية ووجهات النظر وتقديمها للمستخدم.
نهاية عصر الروابط
وتهدف “أوبن إيه آي” من خلال “أطلس” إلى إحداث نقلة نوعية في طريقة وصول المستخدم إلى المعلومات، فبدلا من النموذج السائد القائم على البحث عن كلمات مفتاحية والحصول على قائمة طويلة من الروابط الزرقاء، يقدم “أطلس” نموذجا جديدا يعتمد على الإجابات المُركَّزة والمُستوعَبة والمُصاغة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويضع هذا التحول مستقبل التصفح والبحث على أعتاب مرحلة جديدة كليا، قد تهدد نموذج العمل الإعلاني الذي بنت عليه جوجل إمبراطوريتها.
وفي الوقت الراهن، تقتصر إتاحة متصفح “أطلس” الجديد حصرا على مستخدمي نظام التشغيل “ماك أو إس” (macOS) من شركة آبل، وسيكون متوفرا من خلال اشتراكات مدفوعة، مما يشير إلى أن “أوبن إيه آي” تستهدف في مرحلتها الأولى شريحة المستخدمين المحترفين والباحثين عن أقصى درجات الإنتاجية.
المصدر: العمق المغربي