لا تكتل مغاربي بدون المغرب وزيارة ماكرون حشرت الجزائر في زاوية ضيقة
اعتبر الإعلامي المعارض والناشط الحقوقي الجزائري، وليد كبير، أنه لا وجود لأي تكتل مغاربي بدون المغرب، واصفا زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بأنها “تاريخية”، لكونها تُصحح أخطاء فرنسا وتُزعج نظام الجزائر، معتبرًا أن ملف الصحراء يعيش آخر أيامه بفضل ما حققه المغرب في السنوات الأخيرة من مكاسب دبلوماسية.
وأعرب وليد كبير، في حديثه لجريدة “” على هامش مشاركته في لقاء مغاربي لشبيبة حزب التقدم والاشتراكية بالسعيدية، عن ثقته بأن منطقة شمال إفريقيا ستشهد تحولات إيجابية، مشددًا على أهمية دور المغرب في بناء تكتل مغاربي ناجح. كما اعتبر أن ملف الصحراء المغربية قد دخل منعطفه الأخير، خاصة بعد اعتراف فرنسا، الذي وصفه بتصحيح جزء من أخطائها بالنسبة لمنطقة شمال إفريقيا.
وأكد كبير، الذي يُعتبر من أبرز الشخصيات المعارضة لنظام الحكم في الجزائر وناشطًا حقوقيًا ومؤسس “الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية”، أنه “عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا المغاربية، فإن أهم شيء بالنسبة لي هو طموحي الذي يدعو إلى تجاوز حدود بلدي.”
وأثنى على الفاعلين السياسيين لحضورهم هذا اللقاء الهام الذي يستضيف وفودًا مغاربية ناضلت من أجل غدٍ أفضل للشعوب المغاربية، مشيرًا إلى “أن هذا الغد ممكن إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الدول المغاربية ووعي شعوبنا بأن ما يُثار من توتر، خاصة بين الجزائر والمغرب، هو ضياع للوقت.”
وشدد المتحدث، على أن “الحديث عن تفريق شعوبنا، بينما يُعاني الشعب من الفقر والبطالة وغياب الحلول التي بين أيدينا، هو أمر محزن.” كما اعتبر الإعلامي الجزائري أن “من حقنا أن نعيش في تكتل مغاربي اقتصادي وسياسي، حتى ولو كان تكتلًا سياسيًا فقط، فإنه سيفتح آفاقًا نحو تكتل اقتصادي.”
وتأسف كبير لـ”تعنت نظام الحكم في الجزائر، الذي يريد رؤية مغايرة للرؤية التي ناضل من أجلها آباؤنا وأجدادنا.” وشكر الفاعلين على هذا اللقاء وتمنى أن “تتواصل مثل هذه اللقاءات لمواجهة أي مخطط يهدف إلى زيادة الانقسامات بيننا، خاصة وأن النظام الجزائري أصبح يروّج لمشروع اتحاد أو تكتل إقليمي مغاربي لا يضم المغرب، وهو كلام فارغ.”
ومضى مؤكدا أن “أي تكتل إقليمي دون المغرب ليس تكتلًا، لذا علينا أن نواجه مثل هذه المخططات التي يحاول النظام الجزائري من خلالها فرض رؤيته بأنانية وقلة نظر وبصيرة.” وأشاد بجهود المنظمين لهذا اللقاء وتمنى أن تتواصل مثل هذه اللقاءات، معتبرًا أن لهذا اللقاء “رمزية خاصة لأنه تم تنظيمه بمدينة السعيدية على الحدود مع الجزائر.”
واعتبر المعارض الجزائري أن “ملف الصحراء، الذي يُتاجر به النظام الجزائري، أصبح معرقلًا لأي حل لهذا الملف من طرف النظام الجزائري.” كما تمنى “أن يتم طي هذا الملف في أسرع وقت لننتقل إلى مرحلة أخرى، ونتوقف عن هذا النظام الذي يعمل على النصب والاحتيال منذ ما يقارب نصف قرن.”
وأشار إلى أن “التصعيد قديم وجديد، لكنه أصبح في المدة الأخيرة متواصلًا على المستوى الدبلوماسي والإعلامي، خاصة بعد فشل النظام في ما كان يسعى إليه منذ مدة، وهو وضع المغرب في خانة البلد العدو من أجل تقوية جبهته الداخلية.”
واعتبر الإعلامي الجزائري أن “الإجابة كانت واضحة من قبل الشعب الجزائري في يوم 7 سبتمبر، عندما قاطع الانتخابات التي نظمها النظام من أجل إعادة تعيين عبد المجيد تبون لفترة ثانية”، مشيرا إلى أن “الانتخابات استُعمل فيها اسم المغرب كثيرًا، بل كانت مادة دسمة من قبل المرشحين لهذه الانتخابات.”
واعتبر كبير أن “التصعيد، في ظل وجود جناح راديكالي داخل المؤسسة العسكرية، يقوده الفريق سعيد شنقريحة، سيستمر، وربما ينخفض في المستقبل إذا تم إزاحة التيار الراديكالي داخل المؤسسة العسكرية.”
ورأى أن “زيارة ماكرون للمغرب تاريخية، أولًا لأنها تأتي بعد أن قررت فرنسا الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، وثانيًا لتعزيز العلاقات بين البلدين، وهو أمر يزعج النظام الجزائري الذي يرى في تصحيح فرنسا لأخطائها التاريخية انحيازًا للمغرب ومحاولة تغيير النظام الجزائري للخريطة المغاربية.”
كما أكد على ضرورة التكاتف والتعاون بين الشعوب المغاربية لخلق مستقبل مشرق، وشدد على ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه منطقة شمال إفريقيا والتي يُمثّل النظام الجزائري جزءًا أساسيًا منها.
واختتم الناشط الجزائري المقيم بالمغرب تصريحه قائلًا: “لست متفائلًا في ظل رؤية هذا النظام لهذا الملف، بأنه قادر على المساهمة في حل هذا المشكل، لكن أعتقد أن الحل سيفرض على هذا النظام في المستقبل، وسيجد نفسه قد خسر بعد 50 سنة وأضاع الكثير ليس فقط على المغرب بل على الجزائر ومنطقتنا المغاربية.”
المصدر: العمق المغربي