كيف خسرت الحركة الشعبية مقعدها في بني ملال وربحه الأحرار؟ اليوم 24
خسرت الحركة الشعبية مقعدها النيابي عن دائرة بني ملال، بعدما ظلت لولايات عدة، تكسبه بواسطة مرشحيها.
كيف فقد هذا الحزب قوته فجأة في هذه الدائرة التي طالما نُظر إليها ولو بشكل نسبي كمعقل انتخابي؟
في هذه الانتخابات، حصل حزب الحركة الشعبية على 2972 صوتا فقط. بينه وبين الفائز عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فارق يبلغ حوالي 15 ألف صوت.
نتيجة بعيدة عن الأصوات الـ11 ألفا التي حصل عليها مرشح الحزب السابق أحمد شد في اقتراع 8 شتنبر 2021، أو تلك الـ8 آلاف التي نالها مرشحه الأسبق حميد إبراهيمي في انتخابات 2016.
جردت المحكمة الدستورية شد من مقعده النيابي في فبراير الفائت، إثر عزله من رئاسة جماعة بني ملال بسبب سوء الإدارة. ولسوف يقدم حزب الحركة الشعبية بدلا عنه، رجل أعمال ثري اسمه عبد العزيز الشرايبي، يملك خبرة في إدارة الحملات الانتخابية، وكان نائبا في البرلمان.
ماذا حصل بين التاريخين؟
عانى الحركة الشعبية من تكتل أحزاب التحالف الحكومي الثلاثة من جول مرشح التجمع الوطني للأحرار، عبد الرحيم الشطبي. فقد قرر كلا من حزبي الأصالة والمعاصرة والاستقلال دعم مرشح الأحرار. لم يكن ذلك قائما في 2021.
لنتذكر أن حزب التجمع الوطني للأحرار نال في انتخابات 8 شتنبر بدائرة بني ملال، ما يناهز 35 ألف صوت، وتصدر ترتيب الفائزين. بينما كان مرشح الحركة الشعبية أنذاك، في التربة الخامسة.
وفقا لمعلومات من هذه الدائرة، فإن مرشح الحركة في الانتخابات الجزئية “لم يبدأ حملته بالطريقة المعتادة”. فقد كان واضحا تقلص الموارد التي تُخصص عادة لإدارة الحملات الانتخابية لمرشحي الحركة الشعبية في هذه الدائرة.
يشكو محيط مرشح هذا الحزب من الثقل المعنوي الذي فرضته ترتيبات هذه الانتخابات. فمرشح الأغلبية الحكومية “مرشح فوق العادة” باعتبار أن نتيجة هذه الدائرة من شأنها تزكية التحليل القائل إن “الأحرار” لا يتأثرون عموما بالانتقادات المترتبة عن أزمة الأسعار المتفاقمة. ولربما يدفع هذا التحليل السلطات المحلية إلى فسح الطريق لمرشحه.
مع ذلك، فقد ظهر أن مرشح الحركة الشعبية لم يأخذ السباق الانتخابي بجدية كبيرة. ويوما قبل الاقتراع، تفشت شائعة حول انسحابه من الانتخابات، ولسوف يتأخر طويلا في سبيل تكذيبها.
ظهر هذا التكاسل في إدارة الانتخابات في المهرجان الذي أقيم يومان قبل الانتخابات، وشارك فيه الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، محمد أوزين. الصور التي نشرتها صحيفة “الحركة” في اليوم الموالي، تظهر تجمعا صغيرا في وسط المدينة التي كان يدير الحزب شؤونها لسنوات.
لاحقا، لم يهتم الحزب هناك بتغطية مكاتب التصويت في هذه الدائرة بعدد كاف من المراقبين. وفي الواقع، قليلون فقط من هذا الحزب من كانوا يترقبون النتائج.
هل تأثرت الحملة الانتخابية هناك باعتقال القيادي في الحزب محمد مبديع على خلفية قضايا فساد؟ مستبعد حدوث ذلك، وفق تقييمات الفاعلين المحليين. على خلاف ذلك، ربما تأثرت الحملة بمشكلة أحمد شد أكثر من أي شيء آخر. لم يدعم شد المشغول بمشاكله الشخصية، حملة حزبه.
يشار إلى أن النتائج النهائية لهذه الانتخابات، أسفرت عن حصول التجمع الوطني للأحرار على 536 17 صوتا، مقابل 2972 صوتا لمرشح الاتحاد الاشتراكي، فيما حلت الحركة الشعبية في المرتبة الثالثة بـ2259 صوتا، و 2192 صوتًا لمرشج جبهة القوى الديمقراطية، وحزب الأمل حل خامسا بـ 1700 صوتا، فيما حل الحزب المغربي الحر سادسا بـ 323 صوتا.
وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الجزئية 10.22 في المائة، وفق أرقام رسمية صادرة السلطات الولائية.
وبلغ عدد الأصوات الملغاة 5439 من مجموع الأصوات.
المصدر: اليوم 24