“كونوا سنداً لنا ولا تخذلونا”
في ظل استمرار أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب ودخولها شهرها العاشر، علمت جريدة “العمق” من مصادر مطلعة بتأجيل الندوة الصحفية التي كانت مقررة اليوم الجمعة لأساتذة الطب إلى يوم الأربعاء القادم. يأتي ذلك وسط نداء عاجل من الطلبة إلى أساتذتهم لدعم مطالبهم.
وفي بيان، وجهت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة نداءً إلى الأساتذة، مؤكدة استمرار إضراب الطلبة منذ تسعة أشهر واستنفادهم لكافة سبل الحوار والتفاوض، معربين عن استيائهم من تجاهل مطالبهم “المشروعة”، والتي تركز على تحسين جودة التكوين الطبي، وتخفيف الأعباء البيداغوجية، وتأمين مستقبل مهني أفضل للأطباء والصيادلة.
وأشار الطلبة في رسالتهم إلى الدور المهم الذي يجب أن يلعبه أساتذتهم في دعمهم في “هذه اللحظة الحرجة”، مؤكدين أن الأزمة لا تخص الطلاب فقط، بل تمس مستقبل النظام الصحي والتعليمي في البلاد. وناشدوا أساتذتهم ألا يخذلوهم، وأن يكونوا سنداً لهم في هذه المعركة من أجل جودة التعليم، وأن يقفوا معهم ضد الجهات التي تهمها المناصب والمكاسب السياسية فقط.
وفي السياق نفسه، انتقد عضو من اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة تصريحات رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أحمد تويزي، الذي اتهم “أيدي خفية” وراء تحريك ملف طلبة الطب. ووصف عضو اللجنة تصريحات تويزي بأنها استهداف واستغباء للطلاب والمغاربة، وأنها محاولة لتقليل شأن مطالب الطلاب المشروعة وتحويل الأنظار عن جوهر المشكلة، وهو عدم استجابة الحكومة لمطالب الطلاب.
وأشار العضو إلى أن تصريحات تويزي تمثل محاولة لتحويل الأنظار عن المشكلة الحقيقية المتمثلة في عدم استجابة الحكومة لمطالب الطلاب، وأنه بدلاً من لعب دور الوساطة، يهاجم تويزي الطلاب ويزيد من حدة التوتر بين الأطراف المعنية، ويدافع عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار الذي فشل في إيجاد حل للأزمة.
كما انتقد العضو ما وصفه بـ”الإنجازات الوهمية”، موضحاً أن 45 من المطالب التي تمت الموافقة عليها هي حقوق مكتسبة ناضل الطلاب لأجيال طويلة من أجلها، وليست جديدة كما يحاول البعض تصويرها. ولفت إلى أن هناك أربع نقاط خلافية أساسية لم يتم التوصل إلى حل بشأنها بعد، وهي ما دفع الطلاب لمواصلة إضرابهم.
واستطرد قائلاً إن الاتهامات بتأثير الضغط على آباء الطلبة ومنعهم من الاجتماع باللجنة البرلمانية غير صحيحة، مشيراً إلى أن الطلبة لهم الأهلية القانونية للتفاوض بشأن مستقبلهم، وأنه لا يجوز للآباء أن يحسموا في ملف يهم مصير أبنائهم.
وأضاف أنه “إذا كان هناك اهتمام حقيقي بالطلبة الفقراء، فيجب النظر في ما قدمته الجهات المعنية لهم، خاصةً في ظل المشاكل المتعلقة بالمنح الجامعية والسكن الجامعي”.
المصدر: العمق المغربي