كتاب يوصي بتعزيز الحوار الألماني المغربي
سلط كتاب حديث الإصدار الضوء على دور الدبلوماسية الثقافية بألمانيا في تعزيز وتقوية العلاقات ما بين المملكة المغربية وجمهورية ألمانيا الاتحادية، من خلال تجربة شخصية لكاتبه إبراهيم وبها، الباحث المتخصص في العلاقات المغربية الألمانية، ضمن برنامج “المنحة الدولية البرلمانية الألمانية” الذي مكنه من التفاعل مع الثقافة الألمانية والتعرف عن قرب على طبيعة النظام السياسي والبرلماني الألماني.
الكتاب عينه، المعنون بـ”السياسة الخارجية البرلمانية الألمانية: دور المنحة البرلمانية الدولية في تقوية العلاقات المغربية الألمانية”، الصادر عن “المنتدى الثقافي الألماني المغربي”، أورد أن “برنامج المنحة الدولية البرلمانية الألمانية (IPS) يساهم في تعزيز علاقات ألمانيا مع عدد من الدول، إضافة إلى كونه جسرا هاما للتفاهم والتعاون بين برلمانات الدول وبناء الصداقات بين شباب هذه الأخيرة”.
في هذا الصدد، أوضحت أسطر الكتاب أن تأثير البرنامج سالف الذكر “يستمر حتى بعد انتهاء فترة المنحة، ذلك أن حاملي هذه المنح يتحولون إلى سفراء للتفاهم والتعاون الدوليين، من خلال مساهمتهم في تطوير مجتمعاتهم وبلدانهم”، مشيرا إلى أن “السياسية الثقافية والتعليمية الخارجية لألمانيا تعد أحد أهم أعمدة السياسية الخارجية لهذا البلد، إذ تهدف إلى تعزيز اللغة الألمانية والحفاظ على التنوع اللغوي”، مبرزا أن “الدولة الألمانية تنفذ مجموعة من البرامج الثقافية في المغرب بالتعاون مع مجموعة من الشركاء على غرار معهد غوته ومنظمة DAAD، في إطار السياسة الثقافية الألمانية في هذا البلد”.
وفي مقاربته لطبيعة العلاقات بين برلين والرباط، التي خصص لها جزءا من كتابه، أفاد وبها بأن “العلاقات الثنائية بين البلدين تعود إلى القرن السادس عشر وتميزت على مدى عقود بالدفء والتعاون، باستثناء الأزمة الدبلوماسية بينهما في العام 2021، إلا أنه سرعان ما استعادت علاقات البلدين زخمها إثر تغيير الحكومة الفيدرالية”.
وأورد الكاتب أن “كلا البلدين يمتلكان خبرة طويلة وناجحة في مجال التعاون الإنمائي ويعملان بشكل وثيق في مجالات التنمية الاقتصادية وحماية البيئة والطاقات المتجددة وتعزيز الديمقراطية”، مشيرا إلى “الاجتماعات التي عقدها مسؤولو البلدين، آخرها اجتماع الشهر الماضي، التي أكد من خلالها الطرفان عزمهما على تعميق العلاقات الثنائية بينهما، حيث يسعى كل منهما إلى تحقيق شراكة قوية تأخذ بعين الاعتبار المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية للطرفين”.
وشدد على “أهمية التبادل الثقافي بين المغرب وألمانيا في تقوية العلاقات ما بين البلدين والتعريف بثقافاتهما”، موضحا أن “الدبلوماسية الثقافية تضطلع كذلك بدور هام في فك الأزمات السياسية من خلال الوسطاء الثقافيين، وقد ظهر ذلك جليا خلال الأزمة الأخيرة بين الرباط وبرلين حيث دافع مجموعة من الشباب المغربي عن موقف بلادهم لدى الطرف الألماني”.
ومن خلال تجربته في ألمانيا، أوصى الكاتب بتعزيز الحوار الألماني المغربي على جميع المستويات، وذلك بـ”بناء حوار سياسي وثقافي بين المجتمعين الألماني والمغربي، وتعزيز سيادة القانون ومحارية الأمية من خلال التعاون مع المجتمع المدني الذي يمكن أن يلعب دورا حاسما في هذا الإطار”.
كما دعا مؤلف الكتاب إلى “تشجيع وسائل الإعلام الألمانية للاهتمام بالمغرب والترويج لتاريخ العلاقات بين البلدين، من خلال تنظيم الفعاليات الثقافية والمعارض وتعزيز البحث العلمي في ثقافة الدوليتين”، إضافة إلى “دعم تعليم اللغة الألمانية في المؤسسات التعليمية المغربية، وتعزيز تعليم اللغتين الأمازيغية والعربية بالجامعات والمدارس الألمانية، ودعم الترجمة المتبادلة للأعمال الأدبية التي ينتجها البلدان”.
المصدر: هسبريس