كتاب ينبش “ابتزاز” الدول للريف

الأربعاء 19 فبراير 2025 02:19
بعنوان “من قضايا الواجهة المتوسطية لجبال الريف (18931908)” صدر مؤلَّف جديد للباحث عكاشة برحّاب، يستحضر فيه “جهود الدولة المغربية لمواجهة ابتزاز الدول الأوروبية واستفزازها لساكنة ساحل جبال الريف قُبَيل فرض نظام الحماية”.
ويرد في المنشور الجديد أنه “إذا كانت اليوم الواجهة البحرية المتوسطية لجبال الريف تعرف زخما من حيث المشاريع التنموية، وينعم سكانها بالأمن والاستقرار تحت سيادة الدولة، فلن يستطيع المرء تقدير هذه الحالة حق تقديرها إلا إذا تم استحضار الحالة التي كانت عليها منطقة الريف في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، حيث كانت سواحل الريف محط ضغوط أوروبية بهدف الحصول على امتيازات وتنازلات، واستنزاف مالية الدولة، وخلق توتر مع القبائل”.
ويرصد الكتاب “التحديات الكبرى التي واجهها المغرب بالواجهة البحرية المتوسطية”، وحصرها في قضايا أساسية استأثرت باهتمام الدولة المغربية آنذاك؛ حيث وقفت في وجه التوسع الإسباني، وحاربت التهريب والقرصنة بسواحل الريف، كما قدّمت المساعدة للمتضررين من القحط والمجاعة، وعملت على حل الأزمات الطارئة مع كل من فرنسا وإسبانيا، وفي ذات الوقت القضاء على المتمردين”.
ويشير الباحث إلى أن السَّرد التاريخي للوقائع “كان بناءً على وثائق مغربية رسمية في غالب الأحيان، ومن ثَم فإن رواية أحداث القضايا المدروسة تعكس منظور السلطة المركزية في علاقتها مع القبائل من جهة، ومع الدول الأوروبية من جهة ثانية”.
ويردف تقديم المؤلَّف الجديد: “بدون شك، فإن الاطلاع على القضايا المطروحة في هذه الدراسة وتمحيصها يتيح للقارئ المُتبصّر تقييم حصيلة جهود الدولة في رفع التحديات، والوقوف في وجه الضغوط الأوروبية، وفي ذات الوقت نشْر الأمن والهدوء في الهوامش الشمالية الشرقية للمملكة”.
ثم يُجمل قائلا إن “القضايا المدروسة هي بمثابة عيِّنات من المشاكل والصعاب التي حاول المغرب تجاوزها، من أجل الحفاظ على استقلاله وسيادته ووحدة ترابه في مطلع القرن العشرين”، وبذلك “تعدُّ هذه الدراسة إضاءة على فترة عصيبة مَرّ بها المغرب، وتجرّعت تبعاتها قبائل الريف وقبائل الحدود المغربية عامة. ويمكن اعتبار التأليف تراكما معرفيا، يسلط الضوء على القضايا التي شغلت بال سكان الهوامش المغربية، وما زالت كذلك إلى وقتنا الحاضر، وفي ذلك تعزيز للذاكرة الجماعية وحفظٌ لها من النسيان”.
المصدر: هسبريس