اخبار المغرب

كتاب جماعي يحيط بتاريخ ومقاومة دمنات

فيما يقرب من 400 صفحة من القطع الكبير، صدر كتاب جديد يهتم بتاريخ ومجال ومقاومة دمنات، ضاما أشغال الملتقى الثامن عشر لمختبر السرديات، المنظم بشراكة جمعت كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية ومختبر اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات.

الكتاب الذي أشرف عليه وحرره شعيب حليفي، بتنسيق عام من إبراهيم أزوغ وسالم القائدة، تجمع دفّتاه 22 ورقة حول الأطلس الكبير الأوسط تاريخا ومجالا ومقاومة، والموروث المادي واللامادي للثقافة والتراث بدمنات، والشعر النسائي الأمازيغي بالأطلس الكبير، خاصة مريريدة نايت عتيق وأشعار بوكافر.

وجمعت اللجنة العلمية للعمل كلا من: عبد القادر سبيل، محمد الوهابي، أحمد الوارث، عائشة المعطي، فيصل الشرايبي، جمال بندحمان، وشارك فيه: سعيد كمتي، رشيد شحمي، ابورك يونس، أحمد منوار، أحمد عمالك، أنس بن اشو، محمد العلوي، طارق الهامل، نعيم الخرازي، محمد جليد عبد الكريم جلال، بوشراء عقاوي، محمد أبحير، محمد رفيق، مصطفى كوندي، عبد الحكيم السمراني، عائشة المعطي، محمد البكاري، حسن افركان، للاصفية العمراني، يونس لشهب، الحسين السيمور ورشيد أبلال.

من بين ما اهتم به كتاب “دمنات.. التاريخ والمجال والمقاومة”، كون المدينة “بعدما عرفت ازدهارا عمرانيا، وشكلت قطبا تجاريا جهويا ووطنيا عبر التاريخ (…) قد أصابها الركود في هذه الحقبة المعاصرة، لتصبح نفس البقعة المجالية، التي كانت مجالا حيويا في الاقتصاد المغربي خلال مختلف الفترات التاريخية، تعيش اليوم تقهقرا وانكماشا على جميع المستويات.”

وهكذا تحولت المدينة من “مركزية تاريخية إلى هامشية معاصرة، الشيء الذي يفرض البحث عن مقاربات جديدة من شأنها المساهمة في تنمية المدينة، بالنظر إلى أنه يستعصي استرجاع الظروف التاريخية التي ساهمت في ازدهارها المدينة تاريخيا، لكن ابتكار وتبني مقاربات جديدة وحديثة للتنمية المجالية عبر المقاربة التراثية من شأنها المساهمة في إعادة البريق التاريخي للمدينة والمكانة التي تستحقها على الصعيدين الوطني والجهوي.”

أما بالنسبة لـ”دينامية المجال القبلي في دمنات ما بين القرن 10م ونهاية القرن 16″، فينبه أحد البحوث إلى “التغير البنيوي بجبال الأطلس الكبير الأوسط وبمجال دمنات، المتمثل في اختفاء الكتلة القبلية القديمة هسكورة ما بين القرنين 14 و16 الميلاديين”، وهي تحولات “لم تكن سوى إرهاصات لما عرفه القرن 16م، الذي شكل بكل المقاييس عتبة التحولات في الإطارات الجغرافية البشرية؛ إذ شكل مرحلة الخلخلة القبلية المغربية وتغيير الخريطة البشرية، بعد أن اختفت الاتحاديات الكبرى كهسكورة، وظهرت قبائل صغيرة حول دمنات، كفطواكة وغينولتان وغجدامة وهنتيفة وكلاوة.”

ويركز بحث آخر على “جوانب من التاريخ الاجتماعي والسياسي ليهود دمنات خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر”، متناولا “الشروط التاريخية التي أدت إلى قدوم اليهود للمجال الهسكوري”، و”الحيثيات المرتبطة بهذا الاستقرار” حيث “لعب يهود دمنات دورا مهما في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للمنطقة خلال الفترة المعاصرة، وتعايشوا مع الساكنة المحلية في سلام وأمان، حتى تدخلت الإمبريالية الاستعمارية الأوروبية لتفكيك روابط التعاضد التي جمعت الطرفين، فبعدما كان التعاون سيد العلاقة بين يهود دمنات وسكانها المحليين لقرون من الزمن، سيتحول هذا الود والتعايش السلمي إلى عداء وفتنة أججها الأجانب لتسهيل استعمار التراب المغربي، فأثر هذا التدخل على علاقة اليهود بالمخزن والمجتمع.”

أما ورقة “تمثلاث الساكنة المحلية للمشهد الحضري لمدينة دمنات”، فتبرز المشهد الحضري من منظور المخيال الاجتماعي باعتباره “آلية أساسية وفعالة في فهم جانب مهم من الواقع الحضري وتحليل مكوناته ورصد حاجياته”، ويعمق انطلاقا من هذا “فهم المميزات والاختلالات الحضرية التي تطبع مدينة دمنات التاريخية”، مما يسمح بالمساهمة في “بناء تصور علمي باتت أهميته متزايدة في عملية التهيئة الحضرية المعاصرة.”

واهتمت الأبحاث كذلك بـ”تقديم الرحلة الحجازيّة لمحمّد بن أحمد الغجدامي”، وتاريخ مقاومة دمنات للاستعمار الفرنسي، وأعلام المدينة، الذين من بينهم المعارض الفقيه البصري، والأدب الشفوي بمنطقتها، وتاريخ خزائنها ومكتباتها الخاصة، وبناياتها.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *