كتاب "الرابط الاجتماعي" يرى النور بالعربية
عن مؤسسة الفكر العربي، صدرت باللغة العربية ترجمة نصير مروة لكتاب “الرابط الاجتماعي من (الأنا) الفردية إلى الـ (نحن) الجماعية” للمفكر الفرنسي سيرج بوغام، في إطار برنامج ترجمات “حضارة واحدة”.
وقال الكتاب، وفق ورقته، إن مسألة الرابِط الاجتماعي “ما زالت تحتل منزلة رئيسة في عِلم الاجتماع، وهي لا تنفك تتعزز في ظل ما يعتري المجتمع الحديث من جراء تحلل الروابط الاجتماعية”.
وتابع الكتاب: “لقد قد انشغل السوسيولوجيون، منذ المؤسس الأول إميل دوركهايم، بالتساؤل حول ماهية هذه الروابط وماهية الجماعة والمجتمع، وكيف حدث أنه أصبح في كل “أنا” فردية، ما يربطها بالآخر ويُولد “نحنُ” اجتماعية”.
واهتم هذا العمل بـ”تأزم الرابط الاجتماعي” في ظل “السيادة التامة للفردية”، و”حاول المؤلف، في فصول الكِتاب الخمسة، شرح وتصنيف الروابط الاجتماعية، والإضاءة على الهشاشـة التي يُمكِن أن تطرأ عليها، مقترحا أساليب تداركها من أجل التصدي بفعاليةٍ أكبر للتحديات المُعاصِرة التي تُواجِه التضامُن الإنساني.
وفي معرض تشريحه لمفهوم الرابط الاجتماعي الذي “يخضع لشروط التغير الاجتماعي”، عرض الكتاب “المقاربات المتفاوتة لهذه المسألة؛ بدءا بآراء دوركهايم، وماكس فيبر، وصولا إلى تونيز وغيرهم”.
وفي معالجة سؤال “كيف حصل انتقال البشر من حال الطبيعة إلى حال الاجتماع والمجتمع؟”، عاد سيرج بوغام إلى “جواب القرن الثامن عشر الذي يفيد بأن عقْـدا اجتماعيا أوليا هو الذي جعل “الآخر” يصير “نحنُ”، وهذا العقد هو الذي أوجَـد المُجتمع (جان جاك روسو)؛ إلا أن المؤلف يتفق مع دوركهايم باعتبار أنه “ليس كل ما في العقْـد تعاقُدِيا”، نظرا إلى علاقة الترابُط والارتهان المُتبادَل التي تربط كل فرد بالآخرين، وما ينجم عنها من تضامنٍ يفرض نفسه على الفرد في مُختلف مَراحِل اكتسابه الكينونة الاجتماعية”.
وتطرق المؤلف إلى “مفهوم التضامُن الذي هو تضامنان: تضامُن جماعة وتضامُن مُجتمع؛ الأول أي تضامُن جماعات ما قبل الحداثة، وهو تضامُنٌ آلي أو تلقائِي قائم على الانتماء والهوية، لكنه يغدو مع المُجتمع الحديث وتقسيم العمل وتنامي الفردية تضامُنا عضويا. والتضامُن العضوي هو كتضامُن الجسـد الواحد: أي تضامن أعضاء متنوعة مُتمايِزة، ولكنْ في جسـدٍ واحـد يتداعى بعضه لبعضه الآخر… بالتضامُن”.
هـذا التمييز بين الجماعة والمُجتمع ورابطهما “فكرةٌ لا تنفصل عن السيرورة التاريخية للمُجتمع، وانتقاله من المُجتمع التقليدي إلى المُجتمع الحديث”.
وختم المؤلف كتابه بالحديث عن “الروابط التي تربطنا بالمُجتمع، والتي تحتم على كل جماعةٍ من البشر، من أكبرها إلى أصغرها حجما، وضْع سياسةٍ للرابِط الاجتماعي، تهدف تحديدا إلى تهدئة ضروب القلق الناجِمة عن انعـدام الأمن في الحياة الاجتماعية، وإلى تثمين تقدير الأفراد والجماعات لاعـتراف الآخرين بهم وسعيهم إلى الحصول عليه، والبحث عن الصالِح العام الذي يعم خيرُه الجميع”.
كتاب “الرابط الاجتماعي” يرى النور بالعربية .
المصدر: هسبريس