قيمته 1.5 مليار دولار .. شركة كورية تفوز بعقد لتوريد قطارات لـONCF

كشفت وسائل إعلام كورية عن فوز شركة بالصفقة الخاصة المتعلقة بتوريد المكتب الوطني للسكك الحديدية بقطارات كهربائية مزدوجة الطابق بقيمة بلغت حوالي 1.6 مليار دولار، ويشمل العقد الموقع بين الطرفين تسليم 440 عربة.

وحسب المصدر ذاته فإن هذا المشروع يأتي في إطار استعدادات المغرب لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، إذ من المتوقع أن تساهم القطارات الكهربائية من هيونداي روتيم، التي تبلغ سرعتها 160 كم/ساعة، في تعزيز النقل العام من خلال ربط مدينة الدار البيضاء، بمناطق أخرى.

وأكدت التقارير أنه بالإضافة إلى توريد القطارات، سيتم تنفيذ أعمال الصيانة والإصلاح بشكل مشترك بين هيونداي روتيم والشركة الكورية للسكك الحديدية، بعد مفاوضات منفصلة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي، كما يتوقع أن يساهم المشروع في تنمية الصناعة المحلية، من خلال توريد حوالي 90% من مكونات القطارات من قِبل أكثر من 200 شركة كورية متوسطة وصغيرة الحجم، مما يعزز التعاون بين الشركات الكبرى والصغرى ويحفّز الاقتصاد المحلي.

وكشفت المصادر ذاتها أن تشوي سانغ موك، نائب رئيس الوزراء ووزير التخطيط والمالية الكوري، بعث برسالة شكر إلى الملك محمد السادس، عبر فيها عن سعادته بفوز الشركات الكورية بالمناقصة، وأعرب عن تقديره لثقة الحكومة المغربية في التكنولوجيا الكورية وقدراتها التنافسية على المستوى العالمي.

هذا، وكانت هيونداي روتيم قد خسرت سابقا صفقة القطارات فائقة السرعة في المغرب، والتي بلغت قيمتها 2 تريليون وون، لصالح الشركة الفرنسية ألستوم، ورغم هذه الخسارة، فإن هيونداي روتيم، ركزت جهودها على الفوز بعقد القطارات الكهربائية مزدوجة الطابق، كما وحظيت الشركة بدعم الحكومة الكورية التي شكلت فريقا مشتركا من القطاعين العام والخاص تحت اسم “فريق كوريا الموحد” لدعم جهود الفوز بالمناقصة.

وشملت هذه الجهود حسب المصدر ذاته زيارة وزير البنية التحتية والنقل الكوري، بارك سانغ وو، للمغرب للقاء وزير النقل واللوجستيك المغربي والمسؤول قطاع السكك الحديدية، كما تعاونت المؤسسة الوطنية الكورية للسكك الحديدية وشركة كورييل في تعزيز فرص الفوز بالعقد، حيث قدمت الأخيرة مقترحات لنقل التكنولوجيا والتدريب الفني استجابة لاحتياجات المكتب الوطني للسكك الحديدية المغربي في مجال الصيانة.

و نجحت هيونداي روتيم في التفوق على ألستوم الفرنسية، وCAF الإسبانية، وCRRC الصينية، خاصة بعد استبعاد الشركتان الأخيرتان من المنافسة في مراحلها الأولى، بينما شهدت المناقصة منافسة حادة بين هيونداي روتيم وCAF الإسبانية حتى اللحظات الأخيرة.

وساعد الدعم المالي المقدم من الصندوق الكوري للتعاون الاقتصادي الخارجي (EDCF) في تعزيز موقف الشركة الكورية أمام العروض الأوروبية التي تضمنت تمويلات ميسرة، كما لعبت وزارة الخارجية الكورية دورا محوريا عبر إجراء محادثات دبلوماسية مع رئيس مجلس النواب المغربي ووزير الخارجية المغربي لدعم الصفقة.

هذا، وأشاد مسؤول في هيونداي روتيم بفوز الشركة بالصفقة، معتبرا إياه دليلا على قدرة السكك الحديدية الكورية على المنافسة عالميًا، وأضاف قائلا : “سنبذل قصارى جهدنا لتوفير قطارات كهربائية عالية الجودة، لضمان تجربة سفر آمنة ومريحة للمواطنين المغاربة وزوار كأس العالم 2030”.

وحسب المصدر ذاته يعد هذا المشروع أكبر صفقة فردية تفوز بها هيونداي روتيم على الإطلاق في قطاع السكك الحديدية، إذ شملت عقودها الكبرى السابقة، مشروع القطارات الكهربائية مزدوجة الطابق في نيو ساوث ويلز بأستراليا (1.4 تريليون وون) ومشروع القطارات الكهربائية في كوينزلاند بأستراليا (1.3 تريليون وون)، وأخيرا مشروع قطارات مترو لوس أنجلوس استعدادا لأولمبياد 2028 (900 مليار وون).