قيس سعيد خطر حقيقي على تونس وقدرته على التدمير لا تصدق
قال الرئيس الأسبق للجمهورية التونسية، منصف المرزوقي، تعليقا على خطاب العنصرية الذي نسب إلى الرئيس قيس سعيد إن الرئيس الحالي دمر كل العمل الذي قام به في ملف انفتاح تونس على إفريقيا جنوب الصحراء، وقال إنه كارثة حقيقية وقدرته على التدمير لا تصدق.
وقال في حوار أجرته معه صحيفة “جون أفريك”: عندما استمعت إلى خطاباته الفارغة، أدركت أنه مصاب بجنون العظمة. أنا طبيب ويمكنني أن أقول إنه مصاب بالذهان ، وأنا مستاء من الأطباء التونسيين الذين لا يجرؤون على التعليق على حالته لأن هذا الرجل يشكل خطرا حقيقيا على البلاد”.
وأشار المرزوقي إلى أنه بالرغم من محاولة إصلاحه للخطا الذي ارتكبه في حق الأشقاء الأفارقة، فإن الناس يدركون جيدا أن تفكيره العميق هو الذي عبر عنه في البداية.
وأضاف المرزوقي ضمن حواره إن قيس يتحدث عن محاولة “أفرقنة” تونس، متناسيا أنه يتحدث عن دولة أفريقية. ولفت إلى أنه من الآن فصاعدًا ، لن يأتي طلاب جنوب الصحراء الكبرى إلى تونس، ولن يأتي أحد إلى جامعاتنا أو مستشفياتنا بعد الآن ، وستغلق الأسواق الأفريقية أبوابها في وجه الاقتصاد التونسي.
وأوضح ان تصريحات قيس ستكلف غاليا الاقتصاد التونسي من خلال مقاطعة المنتجات التونسية التي تتطور بشكل كبير في القارة، فضلا عن تضرر أعمال الشركات التونسية في إفريقيا. أضف إلى ذلك أن مواطني جنوب الصحراء الكبرى لن يعودوا راغبين في القدوم إلى تونس للدراسة أو طلب العلاج.
وجوابا عن سؤال الصحيفة عما إذا كان قيس سعيد هو المسؤول الوحيد عن الانهيار الاقتصادي في تونس، قال المرزقي إنه لا يمكن لاقتصاد سليم أن يتطور في بلد غير مستقر سياسيًا. لكن وصول هذا الرجل إلى السلطة أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار السياسي. ومنذ انتخابه ، لم يكن هناك استثمار خارجي أو داخلي، وهو أمر ضروري لإعادة تشغيل الآلة الاقتصادية، التي كانت تكافح منذ فترة ما بعد الثورة.
وزاد: “وجود هذا الرجل في السلطة لا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع. قبل حل المجالس البلدية، ألغى الدستور وأضعف المؤسسات المستقلة، بما في ذلك الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الخاضعة لسيطرته. بدلاً من تنفيذ إصلاحات اقتصادية أساسية، دمر هذا “الرجعي” كل إنجازات الثورة.
وقال المتحدث نفسه إن نظام قيس نظام استبدادي، وهو من النظام القديم يحكم بمفرده وربما مع أجهزة سرية، مشيرا إلى أن كل نشطاء المعارضة الديمقراطية في السجن ، كما كانوا قبل بضع سنوات في عهد بن علي.
وأضاف إذا لم يمسوا راشد الغنوشي أو أحمد نجيب الشابي بعد، فقد حكموا عليّ بالسجن أربع سنوات رغم أنني لم أتلق حتى استدعاءً بتاريخ ومكان المحاكمة. الأسوأ من ذلك ، لقد علمت ذلك فقط عبر وسائل الإعلام.
ولم ينف المرزوقي تحمله جزءا من المسؤولية فيما وصلت إليه تونس حاليا، وقال أتحمل نصيبي من اللوم، لم نكن مثاليين. فمنذ البداية، ارتكبنا خطأً جوهريًا، وهو السماح لأي شخص، بما في ذلك رجال الأعمال المحتالون ، لتأسيس حزب. وبالتالي تلويث المشهد السياسي.
وقال كانت هناك حاجة إلى قوانين لحماية الديمقراطية من رجال الأعمال السياسيين ومن الناس من النظام القديم. كما كانت هناك حاجة إلى قوانين لإجبار محطات التلفزيون والإذاعة على قول الحقيقة وعدم الاختباء وراء حرية التعبير لتدمير الثورة والديمقراطية.
المصدر: العمق المغربي