كشف المحجوب السالك، القيادي المؤسس لجبهة البوليساريو والعائد إلى المغرب، أن أكثر من 600 شاب صحراوي هاجروا المخيمات عبر البحر خلال العام الحالي فقط، واصفا هذا النزوح بأنه دليل على وصول درجة اليأس إلى منتهاها لدى الشباب الصحراوي الذي لم يعد يثق في قيادة الجبهة أو في الشعارات الثورية القديمة.

وأوضح السالك، في برنامج “نبض العمق” الذي يبث على منصات جريدة “العمق”، أن الأفكار التي كانت تثير حماس الشباب في السبعينيات والثمانينيات لم تعد تجدي نفعا مع جيل جديد متعلم عاش في “الحمادة” ويتساءل بمرارة “إلى أين نحن ذاهبون؟”، خصوصا بعد مرور خمسين عاما دون تحقيق أي تقدم في قضايا مثل الاستقلال أو تقرير المصير.

وأضاف القيادي السابق أن هذا التساؤل الوجودي أصبح يحرج قيادة البوليساريو الحالية، التي لجأت إلى عقد مؤتمرات وصفها بـ “المسرحية” كل أربع سنوات، والتي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل هي مجرد وسيلة لكي “تصفق فيها القيادة لنفسها وتختار القيادة نفسها بنفسها”.

وأشار المصدر ذاته إلى أن انزعاج الشباب وتفطنهم لهذا الواقع أصبح يزعج القيادة، وهو ما يفسر الهجرة الجماعية للشباب من المخيمات عبر البحر، حيث أكد أن العدد يتجاوز 600 شاب هذا العام فقط، والذين دفعوا مبالغ مالية لعصابات التهريب الجزائرية في وهران لنقلهم إلى ألميريا بإسبانيا.

واعتبر المحجوب السالك أن الثورة، التي كان يحلم بها ورفاقه كثورة للكرامة والحرية، قد تحولت إلى “مزبلة للانتهازيين والسماسرة والقبليين والمنافقين” الذين يعيشون على حساب دماء ودموع وآلام الشعوب المظلومة، وفقا لتعبيره. وتابع أن غياب الشباب يعني غياب أي مستقبل للقضية، وأن ما تبقى هو مجموعة من القيادات التي تستفيد من استمرار معاناة المحتجزين، وتستغلها الجزائر لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب القضية الصحراوية.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.