احتضنت رحاب جامعة عبد المالك السعدي بطنجة مناقشة أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه تقدم بها الطالب الباحث أيمن قصبي، في تخصص الاقتصاد والتسيير، حول موضوع “تدبير المخاطر المهنية بالمؤسسات الاستشفائية”.

الأطروحة عالجت إشكالية راهنة تتمثل في منظومة تدبير المخاطر المهنية داخل البيئة الاستشفائية، من خلال مقاربة تحليلية تجمع بين البعد النظري والتطبيقي، بهدف تحسين جودة الرعاية وضمان سلامة المهنيين الصحيين.

وأفادت معطيات توصلت بها هسبريس بأن حوادث التعرض للدم (AES) تعد مشكلة صحية عمومية كبرى في الوسط الاستشفائي، لما قد يترتب عنها من عواقب خطيرة، خصوصا من حيث العدوى الناتجة عن التلوث البيولوجي. وعلى الرغم من خطورتها، فإن هذه الحوادث غالبا ما يتم التعامل معها بشكل مبسط، مما يعكس نقائص واضحة في ثقافة السلامة داخل المستشفيات.

وسعى الباحث إلى استكشاف وتحليل العلاقة بين ثقافة السلامة، حوادث التعرض للدم المُبَسَّطة، والتلوث المعدي، وذلك في سياق المستشفيات المغربية.

وجاءت الدراسة في أربعة فصول رئيسية، واعتمدت على مقاربة إبستيمولوجية ذات توجه وضعي (positiviste)، مستندة إلى منهج كمي، انطلاقا من استبيان ميداني موجه لمهنيي الصحة في جهة طنجةتطوانالحسيمة، مع تحليل إحصائي متقدم باستخدام تقنية “PLSSEM” (المربعات الصغرى الجزئية النمذجة بالمعادلات الهيكلية).

كما تم تحليل البيانات التي تم جمعها من أجل التحقق من صلاحية النموذج المفاهيمي المقترح، الذي يدمج المتغيرات المتعلقة بثقافة السلامة، وحوادث التعرض للدم والعواقب العدوانية المعدية.

وأظهرت نتائج الدراسة خلاصات أساسية عدّة، من أبرزها وجود ثقافة سلامة مجزأة وضعيفة، مع قصور في الالتزام الإداري، ونقص في الموارد البشرية، وضعف في تدبير الحوادث غير المرغوب فيها. كما تبيّن وجود تأثير كبير لثقافة السلامة على تكرار حوادث التعرض للدم المبَسَّطة، وهو ما ينعكس بشكل غير مباشر على خطر التعرض للعدوى.

وتبرز هذه النتائج ضرورة اعتماد مقاربة نظامية لتعزيز ثقافة السلامة في المستشفيات المغربية، وذلك عبر جهود مركزة لتحسين آليات التصريح بالحوادث، وتبني بروتوكولات فعّالة للوقاية والحماية.

واقترح الباحث توصيات عملية لتدبير حوادث التعرض للدم، بهدف الحد من المخاطر المعدية وتعزيز بيئة صحية آمنة داخل المؤسسات الاستشفائية.

يشار إلى أن الطالب الباحث ناقش أطروحته أمام لجنة علمية ترأسها الدكتور الحسن تعشا، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجةجامعة عبد المالك السعدي، وضمت في عضويتها كل من الدكتورة الحجاجي سكينة، أستاذة محاضرة مؤهلة بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، والدكتور عز العرب الزودي الموغني، أستاذ محاضر مؤهل بالمعهد العالي للتجارة وإدارة المقاولات بالرباط، إلى جانب الدكتور هشام اشلحي، أستاذ التعليم العالي بالكلية متعددة التخصصات بالعرائش، والدكتورة سعاد الفيلالي الغرفي، أستاذة محاضرة مؤهلة بكلية العلوم والتقنيات بطنجة، بصفتهما مشرفين على الأطروحة.

وبعد التداول والمناقشة، منحت اللجنة العلمية شهادة الدكتوراه للباحث أيمن قصبي بميزة مشرف جدا، تقديرا للجهود البحثية الجادة والمحتوى العلمي المتميز الذي قدمه.

المصدر: هسبريس

شاركها.