قرن من الكرة (ح4).. اليازغي يحسم جدل تأسيس الرجاء ويصحح “مغالطات” التأريخ للكرة المغربية

“قرن من الكرة”.. برنامج يستعرض أكثر من مئة عام من تاريخ كرة القدم المغربية، منذ بداياتها الأولى حتى تحقيق الإنجازات التي رفعت الراية الوطنية عاليًا، رفقة الدكتور الباحث في السياسات الرياضية منصف اليازغي، حيث يسترجع البرنامج حقبة مهمة من التاريخ ويحتفي بروح الإنجاز والإلهام التي رافقت مسيرة كرة القدم المغربية على مدار أكثر من قرن من الزمن.
يأخذكم البرنامج في رحلة عبر الزمن، لاستكشاف كيف شقت كرة القدم طريقها في المغرب، متأثرة بالظروف الاجتماعية والسياسية التي شكلت ملامحها الأولى خلال فترة الاستعمار، ويتوقف البرنامج عند أبرز المحطات التاريخية، بدءًا من تأسيس الأندية الوطنية وانطلاق المشاركات المغربية في المحافل الدولية، وصولًا إلى اللحظات التي توجت فيها الكرة المغربية مجدها على الصعيدين القاري والعالمي والتطور الكبير الذي شهدته الكرة الوطنية في الألفية الحديثة.
جدل تأسيس الرجاء
أكد الدكتور الباحث في السياسات الرياضية، منصف اليازغي،أن فريق الرجاء البيضاوي تأسس عام 1948 وذلك في حال الأخذ بعين الاعتبار أن شروط التأسيس ووضع الطلب لإنشاء الفريق هو المعيار وباعتبار أن تسلم الرخصة من السلطات المحلية هو تاريخ التأسيس، مبرزا أن هذا المعيار الذي اتبعته عدة أندية أخرى كالمغرب الفاسي والوداد، وبالتالي فإن تاريخ الرجاء ليس 20 مارس 1949 كما يقول البعض، بل هو 1948، وفق تعبيره.
ويحكي اليازغي أن فريق الرجاء البيضاوي تأسس في ظروف صعبة، حيث تأخر حصوله على الترخيص مما أدى إلى تأخر مشاركته في أول مباراة حتى سنة 1950، كما أن فريق الرجاء لعب في بطولة قسم الهواة قبل أن يصعد إلى القسم الثاني، واستمر فيه إلى غاية الاستقلال، إذ لم يصعد إلى القسم الأول لكنه شارك في كأس شمال إفريقيا، حيث واجه فرقًا تلعب في القسم الأول.
وفي هذا الصدد، دعا اليازغي إلى ألا يتم حصر النقاش بخصوص تاريخ تأسيس الرجاء في مسألة التاريخ، بل يتوجب أن نرى الأندية من خلال الرسالة التي جاءت بها وما حققته وما نشرته في المجتمع الكروي أو المحيط الذي كانت تعيش فيه، معتبرا هذا الأمر صار “متجاوزًا”، لأنه ينبغي أن يعتمد النقاش على وثائق وليس على خلافات بين ناديين عريقين، وألا نقحم أنفسنا في خلافات بين الجماهير.
وتابع: “يجب أن تقتنع الجماهير بأن قوة الوداد تأتي من قوة الرجاء، والعكس صحيح. نحن نفتخر بالفريقين معًا ولا يمكننا أن نستمر بالحديث بخلفية التأسيس والصراعات، كالنقاش حول مشاركة أحدهما في كأس ابن عرفة والآخر في كأس بن بلة، الذي يحمل أحيانًا الكثير من الأكاذيب”.
تأثير اضطرابات 1953
يروي منصف اليازغي أن “هناك بعض المغالطات في توثيق تاريخ كرة القدم المغربي خلال فترة الاستعمار، مثل تصوير الأندية الوطنية كأنها كانت تحمل السلاح ضد المستعمر، وهذا فيه مبالغة، وفق تعبيره، رغم أن بعض اللاعبين اعتُقلوا من قِبل سلطات الحماية الفرنسية، لكن ذلك كان بسبب تجاوزات شخصية أو ارتباطات سياسية، وليس بسبب كرة القدم.
فقد كانت هناك علاقات طبيعية بين الأندية المغربية والفرنسية، حيث شاركوا معًا في مباريات واحتفالات كدوريات رأس السنة، كما أن لاعبين مغاربة مثل العربي بن مبارك لعبوا في فرق فرنسية، وتصوير هذه الأندية كمقاومة للاستعمار فيه تضخيم، وفق اليازغي.
في سنة 1953، حدثت أزمة كبيرة بعد توقيع البشاوات والقياد لعريضة ضد الملك محمد الخامس، مما أدى إلى نفيه وعائلته بظروف مؤسفة، ورغم ذلك، استمرت الممارسة الرياضية بشكل عادي، ولم تكن هناك احتجاجات من الأندية المغربية أو الفرنسية، حيث يحكي اليازغي أن الأمر لم يتجاوز كون الأندية الوطنية تمثل الجانب المغربي في مواجهاتها مع الفرق الفرنسية، ولو كان هناك احتجاج حقيقي، لكانت الأندية رفضت اللعب في العصبة المغربية التي كانت تُشرف عليها شخصيات فرنسية، وفق تعبيره.
المصدر: العمق المغربي