أفادت المندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج بأن عدد النزلاء المستفيدين من برامج التعليم بمختلف المستويات سجل ارتفاعا من 7173 خلال الموسم الدراسي 2023/2024 إلى 8860 في موسم 2024/2025، مع تسجيل حصول 2702 سجين على شواهد تعليمية، من بينهم 962 سجينا من بين المترشحين الأحرار حصلوا على شهادة البكالوريا، وذلك بنسبة نجاح بلغت 53,44 بالمائة.
وأرجع يونس جبران، الكاتب العام للمندوبية، في عرض مشروع ميزانية المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج برسم السنة المالية 2026 أمام لجنة العدل بمجلس النواب، مساء أمس الثلاثاء، ما سماه “تحسناً” إلى “اعتماد دروس دعم حضورية، واستغلال المنصات الرقمية التعليمية، وإحداث أقسام نموذجية لفائدة الأحداث واليافعين، إضافة إلى الانخراط في برنامج دعم تربوي أطلقته الوزارة الوصية لتعزيز الكفايات الأساسية لدى المتعلمين”.
وذكر جبران أنه “تم في السياق نفسه الشروع في تنزيل برنامج ‘الفرصة الثانية الجيل الجديد’ داخل المؤسسات السجنية، إذ استفاد منه 232 سجينا، إلى جانب استفادة 64 سجينا من التربية غير النظامية”، موردا أنه “تم العمل كذلك على تعزيز فضاءات التعليم الجامعي ليبلغ عددها 10، وتوسيع آليات التعليم عن بعد لفائدة السجناء الطلبة في إطار الشراكات المتميزة القائمة مع مختلف الجامعات الوطنية”.
وشدد المسؤول العمومي نفسه على أن “المندوبية العامة تسعى في سياق هذه الشراكات إلى توسيع عرض التكوين الجامعي داخل المؤسسات السجنية”، مضيفا: “في هذا الإطار تمت بلورة مشروع مأسسة التعليم العالي داخل المؤسسات السجنية، بما يساهم في تمكين السجناء الطلبة من التحصيل المعرفي وفق متطلبات وأجواء التأطير الجارية بالجامعة المغربية، وذلك عن طريق نقل وإحداث بعض المسالك الجامعية في قلب المؤسسات السجنية”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن هذا المشروع سينطلق خلال الموسم الجامعي الجاري بـ”إجازة التميز في السينما وإنسانيات الإدماج”، لافتا إلى أنه “مسلك وطني تم العمل على إحداثه بتنسيق مع كلية اللغات والآداب والفنون بجامعة ابن طفيل، وتمت المصادقة أواخر الشهر المنصرم على دفتر ضوابطه البيداغوجية من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار”، موردا أن “المسلك سيتيح تعزيز الإدماج من خلال الفن والثقافة والإعلام، وتحفيز نزلاء السجون على تطوير مهاراتهم في السيناريو، الإخراج، التصوير والمونتاج، ما يسهل انتقالهم إلى المهن المرتبطة بالاقتصادات الجديدة”.
وأكد المسؤول ذاته أن “المندوبية العامة شرعت في التنسيق مع مختلف المؤسسات السجنية بهدف حصر السجناء الراغبين في متابعة هذا التكوين الجامعي، على أن يتم لاحقا تنظيم لقاءات تنسيقية على مستوى الجامعة لتدارس سبل الانتقاء والمعايير البيداغوجية المعتمدة، وكذا الترتيبات التقنية واللوجستية الضرورية لضمان انطلاق هذا المسلك في أحسن الظروف”.
وعلى مستوى برامج محو الأمية أورد جبران استفادة ما مجموعه 6284 سجينا من هذه البرامج بشراكة مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، مسجلا أن “العدد يشكل نسبة 94 بالمائة من السجناء الأميين المحصيين عن طريق التشخيص الميداني الذي تم إنجازه لتحديد عدد المستفيدين المستهدفين للموسم القرائي 2024/2025”.
وتابع المتحدث عينه شارحاً: “يندرج ضمن هذه البرامج برنامج ‘سجون بدون أمية’ القائم بشراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، الذي يتم تنزيله وفق مقاربة ‘التثقيف بالنظير’”، وزاد: “لقد أتاحت هذه المقاربة المبتكرة توفير قاعدة مهمة من المكونين من بين السجناء ذوي الكفاءات المطلوبة، ما سمح بتحقيق اكتفاء داخلي من حيث المؤطرين، وبالتالي تأمين دروس محو الأمية دون الحاجة إلى مؤطري الجمعيات العاملة في هذا المجال”.
وفي ما يخص التكوين المهني أشار المسؤول ذاته إلى “استفادة ما مجموعه 8229 سجينا خلال موسم 2024/2025 من برامج التكوين التي تشرف عليها القطاعات الوصية الشريكة للمندوبية العامة، كمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، وقطاعي الفلاحة والصيد البحري، وقطاع التعاون الوطني”، موردا أنه من “أجل توسيع وتجويد العرض التكويني تم إحداث شعب جديدة ومراجعة بعض التخصصات المعتمدة حاليا في سياق الاستجابة لحاجيات سوق الشغل”.
وتطرف جبران إلى “إطلاق برنامج التكوين المهني بسجني أصيلة والصويرة 2 بعد إدراجهما ضمن برنامج العمل السنوي الذي يتم إعداده في إطار تشاركي مع القطاعات المتدخلة”، موضحا أن “عدد السجناء المستفيدين من تكوينات مهنية تعزز باستفادة 4110 سجناء من دورات تكوينية نظرية وتطبيقية في مجال المطعمة الجماعية، منظمة من طرف الشركات المتعاقد معها في مجال تغذية المعتقلين”.
المصدر: هسبريس
