دعا الدكتور أحمد الريسوني العضو المؤسس للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إلى الانتقال من مرحلة الشرح والإقناع إلى مرحلة العمل الفردي والجماعي المنظم لنصرة القضية الفلسطينية، مؤكدا أن “الحجة قد قامت على الجميع” بعد أن كشفت الأحداث الأخيرة عن حقيقة ما وصفه بـ”المشروع الاستيطاني الاستئصالي”.
واستهل الريسوني كلمة له على هامش معتصم ليلي تضامني مع غزة أمام البرلمان بالعاصمة الرباط، بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية لم تعد بحاجة إلى تعريف أو إقناع، فالجرائم والوحشية التي تبث ليل نهار كشفت للعالم أجمع حقيقة الصراع. وقال: “نحن الآن نقاتل زحفا احتلاليا وزحفا استئصاليا كنا نقرأ عنه في كتبهم وبروتوكولاتهم، ولكن اليوم نراه يزحف ونرى آفاقه مصرحا بها”.
وشدد على أن التركيز يجب أن ينصب الآن على سؤال محوري: “ما الذي يجب أن نفعله؟ وما الذي يمكن أن نفعله؟”. ودعا كل فرد، سواء كان مسلما أو عربيا أو حرا، إلى التفكير الجدي في دوره ومسؤوليته الشخصية تجاه ما يحدث.
أبرز الريسوني أن المسؤولية لا تقع على عاتق الجمعيات والمنظمات وحدها، بل هي مسؤولية فردية شاملة. وقال: “على كل واحد، سواء كان صغيرا أو كبيرا، ذكرا أو أنثى، تلميذا أو أستاذا، عاملا أو موظفا، أن يفكر ماذا يمكنه أن يقدم في مدرسته، في إدارته، في حيه، ومع أقاربه وأسرته”.
وعدد أشكالا متنوعة من الدعم الممكن، قائلا: “نقدم الاعتصامات، والكلمات، والنشر في وسائل التواصل، ونجمع الأموال ونحث أصحابها على العطاء. ما يمكن أن نفعله يعد ولا يحصى”.
لتأكيد فكرته حول شمولية المسؤولية، استشهد الدكتور الريسوني بآيات من سورة المزمل في أوائل نزول القرآن، حيث ذكر الله تعالى أصنافا مختلفة في الأمة: “علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله”.
وأوضح أن لكل صنف دوره؛ فالمرضى يمكنهم الدعاء والتأثير في محيطهم، وأصحاب الأموال والتجارات عليهم الإنفاق والبذل، مستشهدا بالآية: “وأقرضوا الله قرضا حسنا”، والمقاتلون لهم ميدانهم. وأكد أن الجميع قادر على تقديم شيء، فدعاء المريض والمظلوم مستجاب.
إقرأ أيضا: أزيد من 100 مظاهرة بالمغرب في جمعة “صمتكم يقتلنا”.. واعتصام ليلي أمام البرلمان تنديدا بمحرقة غزة
في دعوة صريحة للبذل المالي، ذكر الريسوني بأن ما يقدمه الإنسان في سبيل الله هو ما يملكه حقا، قائلا: “الله تعالى يقول: وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله. ما نقدمه لقضيتنا هو ما نقدمه لأنفسنا”. وأضاف: “لن نندم على شيء قدمناه في سبيل الله، وإنما سنندم على ما لم نقدمه وهو بأيدينا”.
واختتم كلمته بالدعاء بالنصر والتمكين للفلسطينيين، داعيا الأمة إلى أن تجعل القضية الفلسطينية “همها وشغلها الشاغل”، مؤكدا أن هذا الاهتمام الدائم هو ما سيولد الأفكار والوسائل المبتكرة لخدمة القضية على المدى البعيد.
المصدر: العمق المغربي