في أحد أسوء المواسم بتاريخهما.. لعنة الإقصاء تلاحق قطبي الكرة بالبيضاء

يعيش فريقا العاصمة الاقتصادية، الوداد والرجاء الرياضيين، أسوأ مواسمهما على الإطلاق، سواء من حيث الأداء الرياضي أو التسيير الإداري، بعدما اعتاد جمهورهما على مشاهدتهما في صراع مستمر على الألقاب.
ففي موسم استثنائي وقبل عام، توج الرجاء الرياضي بلقبين مهمين، هما البطولة الاحترافية وكأس العرش دون التعرض لأي هزيمة، لكن هذا الموسم شهد تراجعا كبيرا، حيث ودع الفريق منافسات كأس العرش ودوري أبطال أفريقيا، كما يقبع حاليا في المرتبة الثامنة من الدوري برصيد 37 نقطة، في صورة مغايرة تماماً لما اعتاده أنصاره.
أما الوداد الرياضي، الذي طالما كان رائداً في القارة الإفريقية من خلال مشاركاته المستمرة في دوري أبطال أفريقيا، ونافس بشراسة على لقب البطولة المحلية، فقد تعرض هو الآخر للإقصاء من منافسات كأس العرش، وأصبح بعيداً عن المنافسة على لقب الدوري الذي توج به فريق نهضة بركان، ليبقى أمله الوحيد هو الحصول على مقعد إفريقي، حيث يحتل حاليا الرتبة الرابعة برصيد 43 نقطة.
نتائج متوقعة
في هذا السياق، أكد المحلل الرياضي هشام رمرام في تصريح خص به جريدة “العمق” أن ما يحدث للرجاء والوداد هو “تحصيل حاصل” وكان من المتوقع أن يحدث هذا الوضع، مشيرا إلى أن “الناديان تخليا عن تقاليد التسيير الناجح رغبة في التجديد، ما أدى إلى الاستعانة بأشخاص كان واضحاً أنهم لن يقدموا أي إضافة إيجابية للفريق”.
وأضاف رمرام أن التسرع الذي شهدته إدارة الناديين في اتخاذ قرارات هامة قد ساعد في تسهيل مهمة الأشخاص الذين كان لهم تأثير سلبي على الناديين، مما أسفر عن مشاكل كبيرة في التسيير.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن مرحلة الفراغ هي أمر عادي في مسيرة أي فريق، لكن الأمر يختلف بالنسبة للرجاء والوداد، حيث أن لديهما مشاكل هيكلية تتطلب حلولاً جذرية لطريقة التسيير والأخطاء التي ارتُكبت في السنوات الأخيرة، والتي تركت آثاراً سلبية على الفريقين، ما يعكس الحاجة إلى مراجعة شاملة.
ظروف خارجية مؤثرة
وفيما يخص تأثير الظروف الخارجية على الفريقين، تحدث رمرام عن إغلاق ملعب محمد الخامس في عدة مناسبات، مشيراً إلى أن القرار كان كارثياً على الفريقين، حيث فقدوا مصدراً مهماً للإيرادات والطاقة، وهو ما أثر على الأداء العام. وأوضح أن الأشخاص الذين اتخذوا قرار إغلاق الملعب لم يفكروا في الأضرار التي قد يتسبب فيها هذا الاغلاق.
وأضاف رمرام أن هذه الأزمة قد تكون فرصة للفريقين لإعادة التفكير في استثمار الملاعب، لأن ملكية ملعب محمد الخامس ليست في يد الفريقين، وهو ما جعلهما عرضة لمواقف مشابهة في المستقبل. وقال: “لو كان الملعب في ملكية الفريقين، لكان القرار بيدهم، وبالتالي لما تعرضوا لهذه المعضلة.”
وذكر رمرام أن هذه هي طبيعة الرياضة، حيث لا يمكن أن تبقى الأندية في القمة بشكل دائم، ورغم أن غياب الوداد والرجاء عن الواجهة هذا الموسم قد يكون مقبولاً، إلا أن الأزمة الحالية تتطلب مراجعة شاملة لكافة جوانب التسيير والاستثمار في المستقبل.
المصدر: العمق المغربي