فن كناوة يقدم رسالة نبيلة ولا علاقة له بأعمال السحر والشعوذة
سجل الفنان فريد غنام عودة جديدة إلى أحضان فن “تاكناويت” بعد سنوات من الغياب، من خلال اعتلائه، مساء الجمعة، خشبة المسرح بمدينة الصويرة بمناسبة تنظيم عرسها السنوي الذي يجمع عشاق كناوة من كل بقاع المعمور.
وفي حوار مع هسبريس على هامش استعداده للحفل المرتقب، تحدث غنام عن مشاركته في المهرجان وتوفيقه بين نمطين غنائيين مختلفين، إضافة إلى رأيه في ربط كناوة بأعمال الشعوذة.
حدثنا عن حضورك ومشاركتك في مهرجان كناوة.
أوجد اليوم بمدينة الصويرة لأنني سأحيي سهرة على منصة الشاطئ، وهذا الأمر أعتبره شرفا كبيرا بالنسبة لي بعدما تلقيت دعوة من المهرجان في فعاليات دورته الـ24.
أتذكر آخر مرة اعتليت فيها منصة المهرجان كانت قبل 11 سنة مع فرقتي “مايارا باند”، واليوم أنا سعيد بحضوري هنا مع فرقتي الجديدة الخاصة بفن “تاكناويت”، وهي فرصة كذلك للقاء جمهوري ومحبي هذا اللون الغنائي، وأتمنى كل الخير والعطاء للمهرجان، الذي بفضله نعيد إحياء هذا التراث العالمي اللامادي الذي اعترفت به منظمة “اليونيسكو”، وأنا سعيد كفنان كناوي لأنني أحس بأنني أحمل شعلة هذا الفن العريق.
كيف استطعت التوفيق بين فن كناوة والأغنية الشبابية؟
صراحة، ليس من السهل أن تقوم بتسيير مسارين مختلفين. فكما يعرف الجمهور، بدأت مشواري في فن كناوة و”الفيزيون” مع مجموعتي الأولى منذ سنوات، لكن خلال مشاركتي سنة 2012 في برنامج اكتشاف المواهب “ذا فويس” أصبح لدي جمهور كبير عربيا، لذلك لا أبخل عليه ولا على جمهور كناوة.
بالنسبة لي، “تاكناويت” مهم جدا لأنني كبرت وترعرعت وسطه، لذلك أحس به قريبا إلى قلبي، وطبعا مشواري في فن الراي والأغنية الشبابية عامة تجعل لدي محبين كثرا على المستوى العربي، وأتمنى أن تبقى صلة الوصل بيني وبين جمهوري مستمرة، وأن يكون الكل سعيدا.
ما رأيك في الإشعاع الذي بات يحظى به فن كناوة عالميا؟
هذا الفن استطاع الحفاظ على إشعاعه وزاد في ذلك، فكما نرى هناك فنانون عالميون اعتلوا هذه المنصة، وهذا امتياز كبير، وهذا هو الهدف من تنظيم مهرجان كناوة بالصويرة.
وما تعليقك على من يربط فن كناوة بأعمال السحر والشعوذة؟
هذا الأمر متعلق بمن يستخدم ذلك، ففي الأصل هذه ليست هي رسالة كناوة، بل رسالتها هي عبيد حرموا من بلادهم وتم بيعهم للأسياد ونقلوا في البواخر إلى مناطق أخرى من العالم، وهي رسالة نبيلة. وهنا نتحدث عن سيدنا بلال أول مؤذن في الإسلام، وأول رمز لكناوة لكونه أول عبد حرر في عهد سيدنا النبي، وهذه رسالة حرية وحب وسلام. أما مسألة الشعوذة فجاءت من بعد من طرف الدجالين والناس الذين ينصبون على الأشخاص عن طريق كناوة، لكن لا علاقة لكناوة بهذه الأعمال.
هل تتبع استراتيجية الكم أم الكيف في الإنتاجات الفنية؟
صراحة، أنا آخذ وقتي الكافي ويعجبني ذلك، خاصة أن آخر عمل طرحته سنة 2020، وكان بعنوان “باردة”، جاء تزامنا مع فترة “كورونا”، وهذا ما جعل الإيقاع الذي كنت أتبعه ينكسر بعدما كنت أسير جيدا، لكني الآن أعدت الإيقاع عن طريق أغنيتي الجديدة “الزين الزين”، وإن شاء الله سيأتي كل الخير مستقبلا.
كلمة أخيرة.
أشكر كثيرا هسبريس لأنها تتابع أعمالي دائما، وأتمنى كل الخير لهذه الإلكترونية الرائعة، ومن هذا المنبر أوجه التحية إلى جمهوري الذي يتابع أخباري عن طريقها، وأقول له انتظر دائما جديدي على هسبريس.
المصدر: هسبريس