قال أعضاء مجموعة “فناير”، إن الموسيقى اليوم تُصنع بتقنيات وعوالم تختلف عن زمن عبد الحليم، مشيرا إلى أنها ترتكز اليوم على “الفريكونس” والتأثير العقلي ما يجعل الجمهور يتفاعل جسديا ونفسيا، وقد يصل به الأمر إلى فقدان السيطرة على نفسه من قوة الدمج بين الترددات والإيقاع، كما يحدث في حفلات “كناوة” على سبيل المثال.
وأضاف أعضاء “فناير” في تصريح لـ”العمق”، أن الجيل القديم المتعود على الموسيقى الهادئة قد يشعر بالضجيج عند استماعه لإيقاعات اليوم، لكن على الفنان أن يواكب هذا التغيير، وإلا سيجد نفسك خارج المعادلة، ليس لأنه سيء، بل لأنه لم يعد يفهم هذا الجيل، وفق تعبيره.
وأشاد أعضاء “فناير”، بالنضج الفكري للجمهور المغربي الذي أصبح يشجع الفنانين على الاستثمار في المجال الفني من خلال وتنظيم جولات وطنية لأنه يعلم بأنها ستباع ولن تسبب له خسائر مادية، لافتا إلى أن ذلك كان صعبا في الماضي لكن الجمهور لم تكن لديه ثقافة فنية ولم يكن يقبل بدفع المال من أجل الترفيه الفني.
واعتبر ذات المصدر، أن إنشاء المكتب المغربي لحقوق المؤلف كان أبرز خطوة من أجل وضع أساس قوي وسليم للصناعة الفنية، لأن الفنان بات يشعر بوجوده بأن حقوقه مؤمنة وأن بإمكانه الاستمرار والإبداع في الساحة الفنية لمدة طويلة.
وتابعت المجموعة: “الاستمرارية ليست فقط موهبة، بل ترتبط أيضا بضمانات مادية، والمكتب المغربي لحقوق المؤلف وفّر لنا القليل من الأمان، وأصبحنا نتقاضى على حقوقنا الفنية، وهذا عنصر مهم كي يستطيع الفنان العيش من فنه”.
وفي حديثهم عن سرّ استمرارية الفرقة، قالوا: “الأساس الصحيح والصبر هما مفتاح بقائنا معا حتى اليوم، لأن الفُرقة سهلة، لكن أن تحافظ على روح واحدة ومشروع واحد لسنوات، فهذا صعب ويحتاج تضحيات وصدق فني”.
وأردفت “رغم تحولات الذوق العام لم نتخلَّ عن هويتنا، نعيش بحب الناس، ولهذا نستمر في تقديم الجديد وجمهورنا يحب التراث، ويدفعنا لنحافظ على صباغتنا”.
وعزت الفرقة نجاحها وبقائها في الساحة طيلة هذه السنوات إلى احترامها للأجيال السابقة : “إلهامنا جاء من ناس الغيوان، عيساوة، جيل جيلالة، لهذا فكرنا في كيف يمكن أن نأخذ الكلمة القوية ونجعلها تصل إلى جيل السرعة بموسيقى سلسة دون أن تبدو له ثقيلة”.
وأشار أعضاء “فناير” إلى أن المشهد الفني في المغرب في زمن الـ”ريلز” وتعاونات الـ”كولابغاسيون” تغير، إذ لم يعد الفنان وحده من يصنع التأثير، بل بات بإمكان أي شخص من منزله أن يخطف قلوب الجمهور بفيديو بسيط. وهذه الظاهرة، في رأي المجموعة تعبر عن واقع جديد “لكل وقت طُرق عيشه”، حسب تعبيرهم.
المصدر: العمق المغربي