فنانون أمازيغ بالمهجر يُعرفون بثقافة “إيمازيغن” ويشكون تدني الذوق الإبداعي
يراهن فنانون مغاربة أمازيغ مقيمون بالمهجر على الأغنية والفن من أجل التعريف بثقافة “إيمازيغن” وتعزيز إشعاعها في الخارج، والتطرق إلى أبرز القضايا التي تشغل بال الأمازيغ في المغرب وشمال إفريقيا عموما، منتقدين في الوقت ذاته تراجع الذوق الفني وتدني جودة الأغاني الأمازيغية نتيجة ما وصفوها بـ “أزمة الفنان والجمهور” الناتجة عن مجموعة من الأسباب والعوامل.
في هذا الإطار أبرز فتاح عبو، فنان أمازيغي من منطقة “إيمي نتانوت” ومقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، أن الهدف الأساسي من أعماله الموسيقية هو التعريف بالثقافة واللغة الأمازيغيتين في الخارج، لاسيما في بلاد “العم سام”، مضيفا أن “أمريكا هي بلد الثقافات المختلفة، وبالتالي كان لا بد من حضور الثقافة الأمازيغية هي الأخرى لكي يعرف الأمريكيون والعالم أن هناك شعبا أمازيغيا له ثقافة ولغة ضاربتان في عمق التاريخ”.
وأوضح عبو، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه “اختار صياغة قصائده الشعرية والموسيقية في قالب عالمي متفرد يساعد على جذب المستمعين الأجانب، وتحفيز الرغبة في تعلم الفن لديهم”، مشيرا إلى أن “بعض الأمريكيين صاروا تبعا لذلك يعرفون الكثير عن الفن الأمازيغي وأدواته الموسيقية، وعن ثقافة “إيمازيغن” عموما، انطلاقا من احتكاكهم بالعديد من الروايس والقامات الفنية الأمازيغية ومن خلال الجولات التي أجروها في المغرب”.
وتفاعلا مع سؤال حول سر توجه الفنانين الأمازيغ الشباب إلى فن “تاكروبيت” مقابل إهمال الأجناس الفنية الأخرى، أوضح المتحدث ذاته أن “السبب في ذلك هو أن “تاكروبيت” سهلة بسبب سهولة تعلم الآلات الموسيقية التي تعتمدها على غرار البانجو و”طامطام”، وقد أنزلت الفن الأمازيغي لكي يصبح في متناول الجميع، رغم أن ذلك أدى بشكل أو بآخر إلى تدني الذوق الفني العام”.
وتابع قائلا: “الإيقاعات الموسيقية أهم بكثير من الكلمات في فن “تاكروبيت”، كما أن الملاحظ هو أن الكلمات والرسالة تغيب في الأنماط الحالية من الفن، وإن كانت هذه الأنماط تشهد إقبالا من طرف الجمهور الأمازيغي إلا أن ذلك ليس دليلا على جودتها”، مشيرا إلى أن “هناك مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية التي ساهمت في تدني الذوق الفني، أبرزها سياسة الدولة تجاه الأمازيغية وعقدة النقص التي يواجهها إيمازيغن”.
من جهته، أوضح يوبا هبون، فنان أمازيغي مقيم بألمانيا، أن “الفن هو أفضل طريق لإيصال الأفكار ونقل التجارب الإنسانية إلى العالم”، مضيفا أن “الجمهور الغربي يتفاعل مع الأغاني الأمازيغية، فرغم أنه لا يفهم كلماتها فإن الموسيقى واللحن يعوضان هذه الفجوة اللغوية ويحركان المشاعر الإنسانية لأن هذا الجمهور لديه الثقافة الموسيقية التي يحتاجها كل جمهور”.
وأبرز الفنان الأمازيغي ذاته، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الهدف من استهداف الجمهور في الخارج هو التعريف والنهوض بالثقافة الأمازيغية، وتصحيح مجموعة من المفاهيم والمغالطات التي تروج عن الأمازيغ، إضافة إلى إثارة مشاغلهم وقضاياهم الأساسية من خلال الأغنية على غرار قضايا الأرض والهوية”.
وأضاف أن “الفن الأمازيغي اليوم يعيش أزمة جودة، حيث إن الفن الجيد والحامل لقيم ومثل إنسانية لا يشهد إقبالا من طرف الجمهور، وعليه فإن أزمة هذا الفن هي أزمة فنان وجمهور”، مسجلا أن “الدولة ساهمت في انحدار الفن الأمازيغي من خلال تقزيم حضور الفنانين في المهرجانات، بل تغييبهم عنها، وهو ما أدى إلى نزول مستوى الفن وتهميش الفنان”.
المصدر: هسبريس