في تفاعل قوي ومشحون بالغضب، عبرت فنانات من مدينة أسفي عن استيائهن مما وصفنه بـ“الإهمال المزمن” الذي تعانيه المدينة، وذلك عقب الفاجعة الإنسانية التي خلفتها التساقطات الرعدية الاستثنائية التي شهدها الإقليم مساء الأحد، وما نتج عنها من سيول فيضانية قوية ومفاجئة، أودت بحياة 37 شخصا، وفق المعطيات المتوفرة إلى حدود صباح الاثنين 15 دجنبر 2025.
ورأت الفنانات أن ما وقع لا يمكن اعتباره مجرد كارثة طبيعية، بل نتيجة مباشرة لتراكم سنوات من التهميش وضعف البنية التحتية وغياب التخطيط والصيانة، وهو ما فجر موجة غضب واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي هذا السياق، كتبت الممثلة جليلة التلمسي في “ستوري” عبر حسابها على إنستغرام: “أسفي ليست غارقة في الفيضانات بل في الإهمال الذي تراكم سنوات طويلة، ما حدث بمدينة أسفي لا يمكن اختزاله في أمطار غزيرة أو ظرف استثنائي، ما حدث هو نتيجة تراكمات طويلة”.
وأضافت التلمسي: “حين تغرق مدينة فهذا يعني أن هناك خللا في التخطيط، في الصيانة، في التعامل مع البنية التحتية وفي ترتيب الأولويات”.
واعتبرت التلمسي، أن آثار هذه الفيضانات لن تقتصر على الطرقات والمنازل، بل ستمتد إلى “صحة السكان وثقتهم في مدينتهم والمسؤولين عليها”، في إشارة واضحة إلى عمق الأزمة وتداعياتها الاجتماعية والنفسية.
من جهتها، اختارت الممثلة مريم باكوش لغة أكثر حدة، متسائلة في “ستوري” عبر حسابها على “إنستغرام”، قائلة: “أسفي تغرق ومن المسؤول؟؟ كيفاش شوية الشتا تغرق مدينة وتودي بأرواح ناس وتفقد آخرين ممتلكاتهم وديورهم وتجارتهم؟”.
واعتبرت باكوش أن ما وقع كشف واقع التهميش الذي تعيشه المدينة، مضيفة:“واش حتى لهاد الدرجة مكاين لمسوق لهاد المدينة، لا سياحة، لا فرص شغل للشباب، لا إنعاش اقتصادي، تهميش من كل النواحي وزايدينا حتى لبنية تحتية أهش من الهشاشة، شوية د الشتا فضحت كلشي”.
وطالبت باكوش ابنة مدينة أسفي بعدم مرور الحادث “مرور الكرام”، داعية إلى المحاسبة والإصلاح، رغم فداحة الخسارة، مؤكدة أن الضحايا “أرواح أبرياء ماشي فيران”.
كما قدمت الممثلة المغربية، تعازيها لعائلات الضحايا، ووجهت نداء إنسانيا لسكان المدينة القادرين على التبرع بالدم.
بدورها، عبرت المغنية رقية ماغي عن حزنها العميق إزاء فاجعة أسفي، معتبرة أن المدينة تدفع ثمن الإهمال المتراكم.
وكتبت رقية ماغي على حسابها على “انستغرام”: “أسفي ليست غارقة في الفيضانات بل في الإهمال الذي تراكم سنوات طويلة، ما حدث لا يمكن اختزاله في أمطار غزيرة أو ظرف استثنائي، ما حدث هو نتيجة تراكمات طويلة، لك الله يا أسفي، بين الإهمال والوجع”.
وخيم الغضب والأسى على تدوينات أبناء مدينة أسفي على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أعيدت إلى الواجهة أسئلة كبرى حول مسؤولية التدبير المحلي، وجودة البنية التحتية، وضرورة ربط المحاسبة بالإصلاح، حتى لا تتكرر مآس يدفع ثمنها المواطن البسيط.
وأفادت السلطات المحلية بإقليم آسفي أن حصيلة الخسائر البشرية الناجمة عن التساقطات الرعدية الاستثنائية التي شهدها الإقليم مساء الأحد 14 دجنبر 2025، وما خلفته من سيول فيضانية قوية ومفاجئة، ارتفعت إلى 37 وفاة، وذلك وفق المعطيات المتوفرة إلى حدود صباح اليوم الاثنين 15 دجنبر 2025.
وأوضحت السلطات أن عدد المصابين بلغ 14 شخصا، يتلقون العلاجات الضرورية بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بأسفي، من بينهم شخصان يرقدان بقسم العناية المركزة، في ظل متابعة طبية دقيقة لوضعهم الصحي.
وفي السياق ذاته، أكدت السلطات المحلية أن تدخلات مختلف المصالح المعنية ما تزال متواصلة، حيث تواصل السلطات العمومية ومصالح الوقاية المدنية والقوات العمومية، إلى جانب باقي المتدخلين، عمليات التمشيط الميداني والبحث والإنقاذ، فضلا عن تقديم الدعم والمساعدة للساكنة المتضررة من هذه الفيضانات.
ودعت السلطات، في ظل استمرار التقلبات المناخية الحادة التي تعرفها البلاد، إلى الرفع من مستوى اليقظة واعتماد أقصى درجات الحيطة والحذر، مع الالتزام بإجراءات السلامة، حفاظا على الأرواح والممتلكات، والحد من المخاطر المحتملة المرتبطة بهذه الظروف الجوية الاستثنائية.
المصدر: العمق المغربي
