جدّدت فعاليات مدنية مغربية مطالبها في إنشاء جامعة متعددة التخصصات بالجنوب الشرقي للمملكة، في ظل استمرار معاناة الطلبة القدامى والجدد مع التنقل.
ونبهت الفعاليات ذاتها إلى معاناة خاصة يمر منها في الظرفية الحالية الطلبة الجدد، الذين يضطرون إلى تحمل التكاليف الباهظة للتنقل من أجل التسجيل بالجامعات بمدن كبرى، وفي ظل غياب الإيواء بالأحياء الجامعية.
نور الدين عبو، ناشط حقوقي بمدينة تنجداد الواقعة في النفوذ الترابي لإقليم الرشيدية، قال إن “الطلبة الجدد يواجهون تحديات مستمرة؛ أبرزها الغياب الواضح للمعاهد في مدن الجنوب الشرقي، حيث يحضر الهاجس المادي بقوة ويشكّل عائقا رئيسيا أمام استكمال المسار الدراسي بشكل طبيعي”.
وأضاف عبو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه من بين الفئات الأكثر تضررا في هذا السياق نجد الفتيات اللواتي يعانين بشكل أكبر نتيجة استمرار العقلية القديمة التي لا تزال ترفض الاعتراف بحقهن الكامل في مواصلة الدراسة وتجاوز تحديات التنقل؛ وهو ما يضاعف من حجم الإكراهات الاجتماعية والثقافية.
وتابع الفاعل الحقوقي سالف الذكر: “إننا نرفع، من جديد، مطلبنا الملحّ بضرورة توفير جامعة مستقلة متعددة التخصصات بالجنوب الشرقي، باعتبارها حقا مشروعا وضمانة لتكافؤ الفرص بين أبناء مختلف الجهات، وتخفيفا للمعاناة التي يعيشها الطلبة في هذه المناطق”.
وزاد المتحدث عينه: “الطالب الذي يُقبل في مؤسسات جامعية خارج مدينته يجد نفسه أمام تحديات مادية كبرى مرتبطة بالعيش في المدن الأخرى، من كراء ومصاريف نقل…، وهي تكاليف لا يستطيع الغالبية الكبرى من الأسر تحمّلها”.
أما بخصوص التسجيل، فإن الغالبية العظمى من الطلبة “لا تقدر على تحمل تكاليفه وظروفه الصعبة”، وفق عبو الذي أشار إلى وجود ملتمسات للجماعات المحلية قصد توفير وسائل النقل لتسهيل عملية التسجيل.
من جهته، قال أحمد الإسماعيلي، رئيس جمعية “شباب الريصاني بلا حدود”، إن “هاجس خلق جامعة مستقلة متعددة التخصصات يمثل مطلبا مدنيا متواصلا؛ نظرا لتجدد المعاناة التي يواجهها الطلبة بشكل مستمر في الجنوب الشرقي، وما يترتب عن ذلك من صعوبات يومية تعيق استكمال الدراسة بشكل طبيعي”.
وأضاف الإسماعيلي، في تصريح لهسبريس، أن مسألة التنقل للتسجيل في غشت وشتنبر وحدها تشكل “عبئا كبيرا ومكلفا للغاية؛ مما يزيد من صعوبة التحصيل الدراسي ويشكل ضغطا إضافيا على الطلبة وأسرهم، خصوصا في ظل محدودية الإمكانيات المالية”.
وزاد رئيس جمعية “شباب الريصاني بلا حدود”: “هناك أيضا مشكل يتعلق بالمنحة، حيث لا يستفيد منها جميع الطلبة في مناطق الجنوب الشرقي؛ مما يضاعف من الإكراهات المادية ويترك البعض أمام صعوبات حقيقية في متابعة مسارهم الجامعي”.
وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته أنه فيما يخص الحي الجامعي، فإن تأخر فتح شهر شتنبر “يفاقم من مشاكل السكن للطلبة الذين يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة، ويجعلهم أكثر عرضة لمختلف المصاعب المرتبطة بالإقامة في مدن بعيدة عن مقر الدراسة”.
وأورد المتحدث عينه أنه بالرغم من أن بعض الجماعات الترابية تحاول توفير وسائل النقل لتسهيل عملية التسجيل، فإن هذا لا يغطي كافة المناطق”، لافتا في هذا الصدد إلى أنه “بالنسبة لبعض المناطق القريبة من الرشيدية، يبدو أن غياب مراعاة الظرف الحالي لا يزال واضحا؛ مما يستدعي تدخلا عاجلا لمعالجة هذه الإشكالات بشكل شامل”، وفق تعبيره.
المصدر: هسبريس