فصل الخريف في المغرب والعالم.. اضطرابات جوية وظواهر مناخية استثنائية
يعتبر 23 شتنبر اليوم الأول لفصل الخريف، الذي كان يرتبط خلال السنوات الماضية ببداية برودة الجو وتساقط أوراق الأشجار بعد أن تكمل دورة نموها بشكل طبيعي.
لكن التغيرات المناخية التي سببتها أساسا سلوكات البشر على كوكب الأرض أحدثت تغييرات جلية على التنوع البيولوجي وعلى مختلف الكائنات الحية، بالإضافة إلى اختلال تسلسل الفصول.
خريف هذه السنة سيكون مختلفا عن خريف السنوات الماضية، يقول الخبير المناخي محمد بنعبو، مفسرا ذلك بظاهرة النينيو، حيث سيستمر مناخ فصل الصيف خلال الخريف، ومن المنتظر تسجيل موجة حرارة أكثر من المعتاد.
وقال المتحدث إن هذه الظاهرة تحدثت عنها منظمة الأرصاد الجوية العالمية منذ مارس الماضي، وسيزداد حضورها في شهر شتنبر بنسبة 60 و70 بالمئة.
وأكد أن هذا الخريف سيمر استثنائيا بسبب بعض الظواهر المناخية والتغيرات التي جعلت عددا من مناطق العالم تعيش على إيقاع فصلين فقط: الأول حار يبدأ في فصل الصيف وينتهي في الخريف، وفصل بارد في فصل الشتاء فقط، مشيرا إلى أن فصل الربيع بدوره يعيش فيه المغرب موجة من الحرارة كما حصل خلال هذه السنة، حيث تجاوزت درجة الحرارة في أبريل 43 درجة مئوية في بعض المناطق.
من جهة أخرى، أوضح بنعبو أن ظاهرة النينيو ممكن أن تصطحب معها منخفضات رطبة أكثر من اللازم، وتشكل ظواهر مناخية استثنائية كحدوث عواصف رعدية أكثر من اللازم، والعيش على إيقاع حرارة مفرطة.
وتوقع أن يعرف فصل الشتاء خلال سنة 2024 وضعا استثنائيا، حيث ستصل درجة تحقق ظاهرة النينيو إلى 90 بالمئة. كما توقع أن يعرف فصل الخريف اضطرابات جوية، مع استمرار موجة الجفاف في بعض المناطق، وموجات برد استثنائية في مناطق أخرى، وارتفاع درجة الحرارة في أخرى.
وأبرز أن “ارتفاع درجة الحرارة التي يعيش العالم والمغرب على إيقاعها يؤثر على دورة حياة الأنواع البيولوجية، فمثلا الأشجار أضحت تتساقط أوراقها قبل فصل الخريف لأن موجة الحرارة التي نعيشها في فصل الربيع تعرقل نمو الأوراق في دورتها الكاملة، كما تأثرت الحياة البيولوجية لمجموعة من الحشرات، ولذلك أضحى انتشارها واضحا للعيان وللساكنة في مختلف الأحياء والمدن”.
المصدر: هسبريس