دعا فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس المستشارين، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، إلى عدم الالتفات إلى أعداء النجاح الذين يحاولون يائسين إفشال كل الجهود الحثيثة التي تقوم بها الوزارة.
وشددت المستشارة البرلمانية عن الفريق التجمعي، فاطمة الحساني، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي، اليوم الاثنين، بلجنة التعليم والشؤون الاجتماعية، على أن ورش إصلاح التعليم في المغرب لم يعد مجرد شعار سياسي أو رغبة ظرفية، بل أصبح خياراً سيادياً يهدف إلى الاستثمار في الرأسمال البشري، واستشراف مستقبل قائم على المعرفة والمهارة والابتكار.
وأضافت أن المغرب بحاجة إلى سياسات تعليمية تملك أفقا واضحا، لا يقتصر على عرض الأرقام فقط، بل رؤية تحدد المسار وتطمئن المجتمع على مستقبل المدرسة العمومية، مشيدة بالتوجه الإصلاحي الذي يطبع عمل الوزارة، مؤكدة ثقتها في الوزير قائلة: “نحن متأكدون من قدرتكم على مواصلة الإصلاح بفضل دقة الأرقام، ووضوح التوجهات، والمقاربات الحديثة المعتمدة”.
وحذرت المستشارة البرلمانية التجمعية من الأصوات “التي تقتات من الشعبوية والعدمية التي أساءت للخطاب السياسي والمؤسسات بشكل عام”، معتبرة أن بعض الخطابات تسعى إلى التشويش على جهود الإصلاح وإضعاف الثقة في المدرسة العمومية.
وأبرزت الحساني أن مشروع الميزانية الخاص بقطاع التعليم لسنة 2026 يعد “غير مسبوق”، من حيث الموارد المرصودة وحجم الأوراش المفتوحة، مشيرة إلى أن هذا المجهود يؤكد أن الحكومة جعلت من إصلاح التعليم أولوية سيادية لا تراجَع.
وأضافت أن هذا الاستثمار غير المسبوق يُترجم اليوم نتائج ملموسة، منها تنزيل نموذج بيداغوجي جديد، وترسيخ المدرسة الرائدة كدعامة مركزية للإصلاح، وتحسين منظومة الدعم الاجتماعي للتلاميذ، والحد من الهدر المدرسي عبر مشاريع تعليمية مبتكرة، وتوسيع العرض المدرسي وتحسين جودته.
في سياق متصل، أشادت الحساني بإخراج النظام الأساسي الجديد لموظفي قطاع التعليم، بعد سنوات طويلة من الانسداد، معتبرة أنه ثمرة مقاربة تشاركية اعتمدتها الحكومة مع النقابات الأكثر تمثيلية.، مضيفة أن النظام الأساس الجديد “منصف وعادل وعالج ملفات بقيت عالقة لعقود، كما جسّد رؤية الدولة الاجتماعية التي جعلت من تحسين وضعية رجال ونساء التعليم أولوية مركزية”.
وأبرزت أن هذا الإصلاح تُوّج بزيادة عامة في الأجور بلغت 1500 درهم، وهي “أكبر زيادة في تاريخ قطاع التربية والتكوين”، مشددة على ضرورة إيلاء التعليم الأولي اهتماماً خاصاً باعتباره “مدخل الإصلاح الحقيقي”، مطالبة بمعالجة النقص في الموارد البشرية والإدارية، وضعف التجهيزات في بعض المناطق، والحاجة إلى دعم الجمعيات الشريكة التي تضطلع بدور أساسي في هذا الورش.
المصدر: العمق المغربي
