فرنسا تلعب لعبة الدفع بشن حرب حقيقية بين المغرب والجزائر (فيديو)
تصوير ومونتاج: سليم الحسوني
قال محمد تاج الدين الحسيني، أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية، بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن تقارير أمريكية فضحت مؤخرا موقف فرنسا من التوتر بين المغرب والجزائر، حيث أشارت إلى أن باريس تلعب لعبة الدفع بشن حرب حقيقية بين البلدين.
وأضاف الحسيني خلال محاضرة بعنوان “دبلوماسية العالم الإسلامي وتحولات التوازن الدولي”، بكلية الشريعة بفاس، أمس الثلاثاء، أن فرنسا تدخلت في آخر لحظة كوسيط يفرض شروطه على الطرفين، ونفوذه في منطقة إفريقيا الغربية التي أصبحت تنفلت من قبضته بشكل لم يسبق له مثيل.
وأوضح الخبير المغربي، أن الطموحات الاستعمارية لفرنسا تختفي وتظهر قوية في الأفق، مضيفا: “من كان يشعر في لحظة من الزمن أن فرنسا ستكشر عن أنيابها بهذا الشكل المقيت خلال الأشهر القليلة الماضية، من خلال إدانات البرلمان الأوروبي للمغرب والتي جاءت بدعم من المجموعة الفرنسية المتحالفة مع الرئيس الفرنسي”.
وزاد المتحدث، أن “فرنسا لا يمكن أن تبقى على قيد الحياة بدون إفريقيا، وهذا شيء معروف لدى الجميع، لأنها لا تتوفر على أية موارد أولية، وتهيمن لحد الآن على النقود التي يتعامل بها الأفارقة في إفريقيا الغربية، وعملة الفرنك الإفريقي هناك ضماناتها الخاصة بالذهب موجودة لدى فرنسا”.
وأشار الحسيني، إلى أن “كل البلدان الإفريقية النامية التي تحاول أن تصطنع لنفسها عملة وطنية يمكن أن تنافس الدولار أو اليورو إلا وتتعرض للإقصاء”، مضيفا أن “سبب مقتل القذافي هو أنه اتجه للأفارقة وقال لهم علينا أن نشمر ونصنع عملة افريقية موحدة، كذلك نفس الشيء بالنسبة لصدام حسين”.
في سياق آخر، قال أستاذ القانون الدولي، إن النظام الجزائري كان حجر العثرة الوحيد في مشروع بناء المغرب الكبير، والذي كان سيجعل من هذه المنطقة، نموذجا شبيها بالاتحاد الأوربي، كما كان بالإمكان أن يعطي نموذجا حقيقيا لما نعنيه بالوحدة الاندماجية، حتى تذهب في نفس الاتجاه تجمعات أخرى.
وأضاف أن الجزائر تسيطر عليها طُغمة عسكرية متسلطة والشعب الجزائري لا يزال يتلمس الخطى في الطوابير للحصول على ضروريات الحياة، مع العلم أن الجزائر كان يتفرض أن تكون مثل الإمارات أو أفضل منها بكثير، لأنها تقع في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بشواطئ جميلة وإطار استراتيجي لا مثيل له.
المصدر: العمق المغربي