فرنسا تلتزم بمساندة تنظيم المغرب للمونديال وتتطلع لفتح آفاق جديدة للتعاون

أكد لوران سانمارتان الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية وشؤون الفرنسيين بالخارج، أن منح المغرب شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030، بالاشتراك مع إسبانيا والبرتغال، هو تأكيد جلي على مكانة المملكة وقدراتها التنظيمية والاقتصادية، مشدداً على التزام فرنسا بالتعاون الوثيق مع المغرب لإنجاح هذا الحدث العالمي الكبير.
جاء ذلك في كلمة ألقاها سانمارتان، خلال منتدى الأعمال المغربي الفرنسي المنعقد بمركب محمد السادس لكرة القدم بسلا، حيث استهل حديثه بالإشادة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيسها، وكافة الفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال المغاربة والفرنسيين الحاضرين، معرباً عن امتنانه للترحيب الحار الذي حظي به الوفد الفرنسي.
ونوه الوزير بشكل خاص بمجمع محمد السادس لكرة القدم، واصفاً إياه بالصرح الرائع والنموذج الذي لا يساهم فقط في تكوين مواهب اليوم والغد، بل يعزز أيضاً إشعاع المغرب وكروياته على الساحة الدولية.
وذكّر المسؤول الفرنسي بمنتدى الأعمال الفرنسي المغربي الذي انعقد بالرباط قبل نحو عام، والذي شهد اتفاقاً بينه وبين نظيره المغربي، وبمشاركة وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي برونو لومير، مبرزا أنه تم، صباح اليوم، إطلاق لجنة عمل مشتركة لدعم تنظيم مونديال 2030، مشيرا إلى أن هذا الأمر يمثل تجسيداً عملياً لتلك الالتزامات ويعكس عمق الصداقة بين البلدين وقدرتهما على تحويل الأقوال إلى أفعال ملموسة.
وأوضح أن “اللجنة المشتركة” ستتيح متابعة دقيقة وملموسة لكافة أوجه التعاون الممكنة بين الشركات والمنظمات وكافة الأطراف المعنية، ليس فقط فيما يخص كأس العالم 2030، بل أيضاً في كل ما يسبقه من تحضيرات وفعاليات تمهيدية.
وأشار الوزير إلى أن المنتدى الاقتصادي الحالي يجسد هذه الإرادة المشتركة ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون، لا سيما في مجال “اقتصاد الرياضة”، الذي وصفه بالاقتصاد المزدهر والنامي في كلا البلدين والعالم، مؤكداً أهمية هذا القطاع الذي حظي بدعم خاص من الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي.
ووجه الشكر للمؤسسات الداعمة للمنتدى كبنك الاستثمار العام الفرنسي، ومنظمة أرباب العمل الفرنسية الدولية، والغرفة التجارية الفرنسية المغربية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، مشيداً بجودة التعاون الذي يعكس العلاقات الاقتصادية النموذجية بين البلدين، ومؤكداً أن الهدف هو خلق فرص أعمال ملموسة للشركات الفرنسية والمغربية.
وتحدث الوزير عن الشغف المشترك بين فرنسا والمغرب بالرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً، باعتبارها عاملاً يهز مشاعر الشعوب ويضيف صفحات جديدة لتاريخ طويل من الصداقة، مستشهداً بمباراة نصف نهائي مونديال 2022، ومؤكداً أن التعاون المستقبلي يجب أن يرتكز على مبدأ “رابحرابح” لكلا البلدين.
وشدد على أن اختيار فرنسا والمغرب ضمن “النادي المغلق” للدول المنظمة للأحداث الرياضية الكبرى ليس صدفة، بل هو نتيجة لأربعة عوامل أساسية مشتركة، الشغف بالرياضة، ثقافة وحسن الضيافة، التركيز الاستراتيجي على الشباب كمفتاح للمستقبل مشيداً بجهود المغرب في استضافة بطولات الشباب وتطوير المواهب والبنى التحتية، وأخيراً الروابط القوية بين الرياضة وقطاع الأعمال، والتي لا يمكن أن تزدهر دون العوامل الثلاثة الأولى، وفق تعبيره.
وأكد الوزير أن التعاون في تنظيم مونديال 2030 يجب أن يمثل نموذجاً للاستدامة والحلول المبتكرة ومنخفضة الكربون، انسجاماً مع التزام البلدين بالتحول البيئي، مشيرا إلى أن المشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب، مثل تمديد خط القطار فائق السرعة نحو مراكش بالشراكة مع شركات فرنسية كألستوم، والجيل الخامس، وتطوير البنية التحتية الفندقية، ومشروع بناء ملعب الحسن الثاني المستقبلي الضخم، كرموز للنهوض الاقتصادي وطموحات المملكة.
واقترح الوزير الفرنسي تطوير “هوية فرنسية مغربية” مشتركة في مجال الخبرة بتنظيم الأحداث الدولية الكبرى، تتجاوز التعاون الظرفي حول حدث معين لتبني خبرة ومعرفة دائمة يمكن تصديرها، مستخدماً استعارة “التمريرة المزدوجة” في كرة القدم للتعبير عن قوة التكامل والتفاهم المتبادل.
وفي ختام كلمته، جدد الوزير شكره وتقديره للمغرب قيادة وشعباً، مؤكداً التزام فرنسا بالعمل الفوري لتفعيل “اللجنة المشتركة” قبل الصيف، ومعرباً عن تطلعه لرؤية الخبرات المتبادلة تتجسد في الأشهر والسنوات القادمة، واختتم بالقول: “تحيا الصداقة الفرنسية المغربية، تحيا الرياضة، تحيا كرة القدم”.
المصدر: العمق المغربي