فرسان المنابر وسفراء التلاوة من مسجد ستراسبورغ الكبير.. القرآن ربيع قلوبنا والتراويح تجمعنا والدروس الموعظية غذاؤنا
شعار ليالي رمضان /1444هــ/2023م.
تقديم:
يعتبر الإسلام هو الديانة الثانية في فرنسا، ولأن فرنسا منفتحة علي الأديان والثقافات يوجد الآن ما يزيد علي 2260 مسجد ومصلى للعبادة تغطي سائر المدن الفرنسية، ومن أشهر مدنها وأقدمها ستراسبورغ بمنطقة الشرق بالآلزاس. بما تزهر به من مساجد وقاعات صلاة منها المسجد الأنموذج, المسجد الأم, لبقية المساجد بصفته أول مسجد أنشأ بستراسبورغ سنة 1982. الذي يحتفل بذكراه السنوية 40 الأربعين و10 العاشرة منذ تدشينه, الذي أديت فيه أول صلاة جمعة في شهر رمضان سنة 2012, ويعد أكبر مسجد مساحة على مستوى التراب الفرنسي.
إستطاعت الجالية الإسلامية بستراسبورغ أن تجعل لشعائرها الدينية طابعا مميزا. وأصبح الفرنسيون أنفسهم يشعرون بعبق تلك المناسبات الذكية ويرون الكثير من المظاهر الإحتفالية المتعددة بتعدد أبناء الجالية الإسلامية فيما بينها، وبدأ المسلم المهاجر يعيش الجو الديني المروح عن النفس المسعد في وقت واحد. فإنكسر فيه حاجز الغربة، ومن أهم المناسبات الغالية علي قلوب الجالية الإسلامية بستراسبورغ. قدوم شهر رمضان المبارك لوحظ أنه من عام لعام تتزايد المظاهر الإحتفالية به بإستعداد الجالية لإستقباله لدرجة بسبب تعدد الجاليات تشعر به فمع أول يوم من الشهر تشم رائحة التغير إلى الأحسن. ويعتبر المسجد الكبير بستراسبورغ وكأنه قبلة المسلمين فيها. تضافرت كل تلك العادات وخلفت الإحساس بالجو الرمضاني في العاصمة الألزاسية حتي أصبح الفرنسيين وغيرهم من الجنسيات الأخري يعرفون رمضان ويقدرونه جيدا بعد أن أصبح جزءا من ثقافتهم، إن قضاء رمضان في ستراسبورغ بما يحتوي عليه من مظاهر سرية لإقبال الجاليات الإسلامية عليه والقيام بالعبادة علي أكمل وجه يعتبر من أجمل الأيام التي تعيد للأذهان أزمنة التراث الإسلامي.
المهام:
يقوم المسجد الكبير بستراسبورغ بالتعريف بالإسلام وحضارته. وتتجاوز أدواره إلى أدوار ثقافية وتاريخية، حيث فتح أبوابه أكثر من مرة أمام المواطنين الفرنسيين وغير الفرنسيين للإطلاع على محتوياته والتعرف على الإسلام والحديث مع مسؤوليه وزيارة مختلف أجنحته وحتى دعوتهم لمشاركته إفطارهم وموائدهم في مختلف المنسابات.كما يعد قبلة كل مهتم بالشأن الإسلامي من الباحثين وأصحاب الديانات الأخرى.
شهر رمضان شهر الصيام والقرآن:
شهر رمضان مِن أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين. شهر أُنزل فيه القرآن الكريم، فيه ليلة (ليلة القدر) خير من ألف شهر. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كان يبشر أصحابه رضوان الله عليهم بقدومه، لما فيه مِنَ الخيرِ. وككل سنة ينبعث الحديث مجددا عن رمضان إنطلاقا من العادات والتقاليد في الحياة اليومية للمسلمين عامة والجاليات المغاربية الجزائرية خاصة, بين الأسرة والفرد وبين الجماعة والمجتمع وباقي فعالياته من حيث عديد الجوانب سواء الإجتماعية, الإنسانية, الخيرية أو الروحية الدينية وختامها باللمة العائلية الأسرية بين أبناء الجاليات الإسلامية جمعاء في ديار الغربة.
النشاط المسجدي في رمضان:
وككل سنة تقوم المساجد في ستراسبورغ بواجباتها الدينية المعتادة لتسهيل الأمور للمصلين، بتوزيع منشورات مواقيت الصلاة والإفطار والإمساك بالمسجد وباقي الجهات, ونشرها بمواقعها وصفحات حسابتها الإفتراضية وتوزيعها بين المسلمين والمصلين عامة. ويعد هذا إجتهادا بإيجاد مخرجا للمشكل الذي أرق وأرهق الجميع نفسيا إلى درجة الخوف من خروج وقت الإمساك وعدم إدراكه لاسيما كبار السن الشغوفين بهذا الجانب لإتباع السنة النبوية والحديث الشريف والذي لا يمكن بأي حال من الأحوال الإستغناء عنه ولا التفريط فيه.
الجالية المسلمة في فرنسا. تشبث بتقاليد رمضان الدينية الروحية:
سعت مساجد ستراسبورغ جاهدة لإسعاد الجالية الإسلامية ورواد المسجد المصلين والعمل على راحتهم النفسية ومرافقتهم بأريحية طيلة الشهر الفضيل، والتي لقيت ترحيبا وإستحسانا من طرف الجميع خاصة أنها ساهمت بشكل كبير في تهدئة الأوضاع النفسية وإزالة حلات الإحباط للعائلات والأسر والأهالي الذين جمعت شملهم ووحدتهم.
البعد الديني الروحاني ببرنامج ثري وزاخر صلاة التراويح في رمضان:
تقديم:
صلاة التراويح:
التراويح عادات وتقاليد راسخة في الاذهان منذ القدم متداولة ومتوارثة من جيل لجيل من سلف لخلف على مر العصور ولها مكانتها وعظمة روحانياتها بين المسلمين المصلين المؤدين لها بخشوع وتقوى و ورع.
المساجد بستراسبورغ:
إن المساجد بستراسبورغ تكون جد نشيطة خلال شهر رمضان الفضيل، فالجميع يتنافس على تقديم أفضل البرامج الرمضانية من صلاة التراويح والقيام و التهجد والمحاضرات والدروس والمواعظ والحلقات وموائد الإرشاد, التي تقدم للجاليات المسلمة وأبنائهم طيلة الشهر المبارك, سواء بعد صلاة العصر، قبل العشاء وبعد التراويح ببرامج عامة وعلى مدار يومي الجمعة والسبت والأحد أيام عطلة نهاية الأسبوع ببرامج حاصة، ولذلك لتمكين أكبر عدد من الجالية من الحضور لتعويض ما فاتهم وضاع منهم من فرص, فضلًا عن وجود، تربصات وورشات ومسابقات لتحفيظ القرآن الكريم وللتجويد، بالإضافة إلى النشاط النسوي ببرنامج منفرد معد من طرف المختصات به والمكلفات بإعداده و تحضيره.
برنامج غني متنوع المشايخ على مستوى الصعيد الدولي:
في هذا الصدد إقترح المسجد الكبير على المصلين ورواده ومتتبعيه إكتشاف كوكبة وثلة من القراء الحافظين والمرتلين من عدة دول منها من على سبيل المصال لا الحصر لكوكبة القراء وأئمة التراويح بداية من فضيلة الشيخ خليلو سيلا إمام المسجد الكبير بستراسبورغ وكوكبة الضيوف الوافدين من كل جهة كل من مملكة البحرين الشيخ حمزة معاد أحمد العبد الرزاق والشيخ سلمان بن عبد العزيز النفيعي من الجزائر الشيخ بلال بنعمروش مقرئ مرتل ومن المغرب الشيخ جمال الحمداوي والشيخ محمد بن محمد ناجد, إمام مقرئ مرتل القرآن الكريم ولسلسلة الدروس والمواعظ من جمهورية مصر فضيلة الدكتور عبد المعز رمضان داعية وأستاذ بجامعة الأزهر ومن دولة لبنان الدكتور حسام سباط أستاذ الدراسات العربية الإسلامية والحضارات والقانون الإسلامي بجامعة لبنان وإسلاميكا ومن المغرب الدكتور عبد الحق الكواني والشيخ محمد من تازة, ومن تونس الدكتور محمد شتوي, باحث أستاذ التعليم بجامعة الزيتونة من بينهم نشاطه إمامة الجمعة, دروس و محاضرة بعنوان المقاصدكما سيحل فضيلة البروفيسور دكتور الشيخ بريك أبو القاسم طاهر من ولاية الأغواط بجنوب جزائر وللفئة النسوية الأستاذة نادي زوبيدة المرشدة الواعظة المكلفة بالجانب النسوي, وغيرهم بعديد القراءات المختلفة وبأصوات شجية بحناجر ذهبية صادحة من مزامير دواد عليه السلام .
فقرة أمسية وليلة من ليالي رمضان 1444هـ/2023م
كانت بداية الأمسية بتلاوة عطرة من جندرة الوافد الجديد الصادحة الفقيه فضيلة الشيخ جمال الحمداوي لإمامة صلاة تراويح خلال رمضام1444هـ م2023 . ثم مداخلة فضيلة الدكتور عبد الحق الكواني باللغة العربية الفصحى و ترجمتها من طرف فضيلة الشيخ خليلو سيلا إمام المسجد الرسمي. ثم رفع آذان العشاء بصوت الشيخ أسدي مؤذن المسجد أصيل جزر القمر حفظه الرحمن .
فصلاة التراويح إمامة فضيلة الشيخ الإمام الخطيب حمزة معاذ أحمد العبد الرزاق وفضيلة الشيخ محمد بن محمد نجاد حفظهم الله, تراويح بقراءة مبهرة ومثلجة للصدور بكل أريحية للمصلين لجميع الفئات العمرية. وختامها دعاء التراويح وأذكار بألسن تلهج بها للمولى عزل وجل, كلها خشوع وطمأنينة بسكينة. وبختامها تهنئة المصلين لبعضهم البعض وفرصة للقاءات العائلية الأسرية وللضيوف الوافدين من حارج ستراسبورغ لملقات أهاليهم وذويهم و معارفهم وأصدقائهم وأحبتهم وتبادل الأخبار والإطمئنان حول موائد الجلسات الرمضانية التي خصصت للمصلين بعد التراويح وقبل العشاء.
لقاء خاص:
وعلى هامش الأمسية كان لقاء ببعض المشايخ ونظرا لضيق الوقت وأجندتهم المثقلة ومشقة السفر وتعبه. فظفرنا بحمد الله وتوفيق منه بحديث خاص مع الشيخين جمال الحمداوي من المغرب سوف نعود له في بورتريه وربورتاج خاص مستقبلا والشيخ المقرئ الحافظ من مملكة البحرين الشيخ حمزة معاذ أحمد العبد الرزاق. وفي عوجالة أجابنا على بعض أسئلتنا الطفيفة للتعريف به وتقديمه لقرائنا الأعزاء.
هو الشيخ حمزة معاذ أحمد العبد الرزاق, من مواليد سنة 1993, من وصول باكستانية من كراتشي, من كوكبة مشايخ قراء مملكة البحرين.
تلقى تعليمه القرآني على يد والده الشيخ أحمد العبد الرزاق وختم القرآن على سيده الشيخ مصعب البوغردي في المرحلة الإعدادية.
حائز على البكالوريوس, تخصص كلية أحاديث و دراسات إسلامية بالجامعة النبوية الإسلامية بالمدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية,
إمام خطيب باحث شرعي في وزارة العدل والشؤون الإسلامية بمملكة البحرين.
له عديد المشاركات في المسابقات القرآنية منها على سبيل المثال لا الحصر بكل من روسيا الإتحادية، الكويت وبالمغرب.
سجل شريط قرآن محقق كامل لإذاعة الشارقة بالإمارات. كما شارك في برنامج ضيوف رئيس الدولة بالإمارات لصلاة التراويح لسنة 1443هـ/2022م.
كما له عديد الإنجازات والمشاركات في شتى المسابقات وغيرها.
وحل هاته السنة بدعوى من المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية ضيفا بعديد مساجد ألمانيا و ضيفا عزيزا بمسجد ستراسبورغ الكبير الذي أم فيه صلاة التراويح للأيام الستة لهذا العام 1444هــ/2023م, بقراءة مريحة أبهرت المصلين وأثلجت صدورهم لطيلة تراويح ليالي رمضان الفضيل.
كلمة شكر وتقدير فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله:
بفضل الله وتوفيقه تمكنا من الحديث للشيخين بمساعدة الأستاذ صادقي مصطفى المكلف بالإشراف على البعثة وأحد كوادر مسجد ستراسبوغ الكبير وبدعوة لإفطار مع المشايخ من كرف العم الحاج محمد حسبيوت وحضور ثلة من الأساتذة والفقهاء جزاهم الله خير.
كانت أمسية وليلة دينية وأمسية مميزة جاز الله القائمين عليها خير.
* الأستاذ الحاج نورالدين أحمد بامون ستراسبورغ فرنسا
المصدر: العمق المغربي