فاعلون يناقشون مستقبل السينما المغربية في زمن الذكاء الاصطناعي
نظم المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ضمن فعاليات دورته الـ24، اليوم الأربعاء، مائدة مستديرة حول “الذكاء الاصطناعي ومستقبل السينما المغربية”، التأم حولها فاعلون في القطاع السينمائي ومجال التكنولوجيا الحديثة.
وناقش المتدخلون التحولات الجذرية التي فرضها الذكاء الاصطناعي على الصناعة السينمائية العالمية، من خلال إعادة تحديد مسارات الإبداع والإنتاج والتوزيع، وسبل اغتنام السينما المغربية التي تشهد تطورا كبيرا لهذه الفرص لمواكبة تحديات العصر الجديد وفرض نفسها في الساحة الدولية.
وتركزت المناقشات حول عدد من المواضيع، لاسيما المرتبطة بإيجاد السبل التي تُمكن من الجمع بين الابتكار التكنولوجي والإبداع البشري، إضافة إلى تناول موضوع التحديات والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وتحديد الكيفية التي يمكن بها للسينما المغربية أن تعزز إمكاناتها الفنية مع الحفاظ على التوازن بين التكنولوجيا والفن.
وفي هذا الإطار، قال زهير الخديسي، مقاول في مجال التكنولوجيا، والرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة ” dial technoligies”، إن اللقاء كان فرصة للفاعلين في مجال السينما من أجل النقاش حول كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تطوير السينما المغربية.
وأضاف زهير الخديسي، أن العديد من الفاعلين في مجال السينما متخوفون من تأثير الذكاء الاصطناعي على طريقة اشتغالهم أو على بعض المهن، معتبرا أنه وسيلة قديمة كانت تستعمل منذ 30 عاما في القطاع خاصة في المؤثرات الصوتية وفي عملية المونتاج، غير أن الجديد اليوم يمكن في امكانية استخدامه في تخصصات أخرى بثمن أقل وبقدرة عالية في الإنتاج.
واعتبر ذات المتحدث، أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يعوض بعض المهن التي تحتاج إلى الإنسان، إذ لا يمكنه تعويض إحساس الممثلين أو خبرة المنتجين، وإبداع كتاب السيناريو، لكنه في المقابل سيساعدهم على إنجاز أعمالهم في وقت زمني أقل فما كان يتطلب ستة أشهر يمكن القيام به في شهر واحد، وفق تعبيره.
وأشار زهير الخديسي، إلى أن هناك محاولات لتوظيف الذكاء الاصطناعي في السينما المغربية حاليا، لكننا لازلنا في حاجة إلى تكوين الفاعلين في هذا المجال لاكتساب الأدبيات الأساسية التي ستسمح لهم بالتعامل مع التكنولوجيا الحديثة واستغلالها بأحسن طريقة ممكنة.
من جهته قال، جمال مهياوي، مدير قسم التواصل في سينما ميغاراما، إن الذكاء الاصطناعي عنصر متداخل في الصناعة السينمائية بداية من الفكرة وكتابة السيناريو والإنتاج إلى حين وصول العمل إلى قاعات السينما والشروع في توزيعه.
واعتبر مهياوي في تصريح لـ”العمق”، أنه يجب بناء مستقبل يحقق فيه الذكاء الاصطناعي والإبداع الفني تكامل فيما بينهما، داعيا إلى القطع مع فكرة أنه يهدد بعض التخصصات لأنه لا غنى عن الإنسان الذي سيكون حاضرا دائما في الصناعة السينمائية، والتكنولوجيا ستكون مرافقة له وتساعده، وفق تعبيره.
وأشار ذات المتحدث، إلى أن الذكاء الاصطناعي لن يحل مكان الإنسان ولا يمكنه إيصال المشاعر والأحاسيس التي تخاطبها السينما، لكنه يتيح إمكانيات من أجل تطوير العمل وتسهيله، فعلى سبيل المثال أصبح بالامكان اليوم إنجاز الرسوم المتحركة خلال عام واحد بعدما كانت تستغرق العملية سابقا 4 أو 5 سنوات، كما يتم تحديد أوقات العرض المناسبة لعرض الأفلام والأثمنة المناسبة لها في القاعات السينمائية، حسب تعبيره.
المصدر: العمق المغربي