اخبار المغرب

فاطمة أوطيب .. سائقة إسعاف بجهة فاس

أصبحت فاطمة أوطيب، البالغة 29 سنة، والقاطنة بمدينة صفرو، أول سائقة إسعاف بجهة فاس مكناس، حيث ولجت هذه المهنة قبل حوالي 6 أشهر، بإصرار وعزيمة، متحدية بذلك الصورة النمطية التي مازالت تعتبر هذه المهنة حكرا على الرجال.

تقول فاطمة، الأم لأربعة أبناء، وهي تتحدث لهسبريس، إنها بعد إصابة إحدى بناتها بمرض مزمن قررت الحصول على شهادة الباكالوريا كمترشحة حرة لولوج أحد معاهد التمريض، وذلك لتملك المعرفة والخبرة اللازمتين للتكفل بتقديم الدعم الصحي والإسعافات الضرورية لفلذة كبدها دخل البيت، عوض حملها في كل مرة إلى المستشفى.

وأوضحت فاطمة، التي رأت النور وترعرعت بجماعة سكورة أمداز بإقليم بولمان، أنها كانت قد توقفت عن الدراسة بعد زواجها وهي ابنة الـ15 ربيعا، لتصبح أما لأربعة أبناء وهي في بداية العشرينات من العمر، مشيرة إلى أن اكتشافها مرض طفلتها دفعها إلى رفع التحدي لتصبح ممرضة، حيث باتت، بفضل نيلها دبلوم مساعدة معالجة، قادرة على التعامل داخل البيت مع حالة ابنتها المريضة.

وتضيف الأم ذاتها أنها استفادت، وهي تتهيأ للحصول على الدبلوم الصحي، من التدريب بمستشفى محمد الخامس بصفرو، وبعدها عملت ممرضة متطوعة بالهلال الأحمر المغربي؛ وذلك قبل انخراطها بإحدى الجمعيات من خلال المشاركة في عدد من القوافل الطبية بمختلف أنحاء المغرب.

وأشارت المتحدثة إلى أن ولوج عالم سياقة سيارة الإسعاف كان باقتراح وتشجيع من الجمعية المذكورة، بعد أن أثبتت مهارتها في السياقة خلال مشاركتها في القوافل الطبية المختلفة، مستفيدة من حصولها على رخصة السياقة لما كان عمرها 18 سنة، واكتسابها خبرة السياقة بفضل قيادتها مركبة زوجها.

وتتابع فاطمة بأنها كانت تخصص وقتها، ومازالت، لمساعدة المرضى والمشاركة في العمل التطوعي من خلال القوافل الطبية، مبرزة أنها تعتبر ما تقوم به وتعاطفها مع من يحتاج إلى مد يد العون من المرضى بمحيطها بمدينة صفرو واجبا إنسانيا يمليه عليها حسها الإنساني.

“مازلت أُواجه بالرفض من طرف عدد من سائقي سيارات الإسعاف، بل هناك منهم من يحاربني في السر والعلن حتى أضطر للتراجع عن قراري ولوج هذه المهنة التي يعتبرونها عالمهم الخاص”، تقول فاطمة بامتعاض، وهي تتحدث للجريدة، مردفة بأن تشجيع الجمعية وأسرتها وعائلات المرضى لها يجعلها تمضي في طريق هذه التجربة دون أن تلتفت للمعارضين.

وزادت المتحدثة أنها عازمة على تخطي كل العقبات لتثبت للجميع أنها قادرة على القيام بمهمتها كسائقة ناجحة لسيارة الإسعاف، مبرزة أن هذه المهنة وإن كانت في حاجة إلى التحلي بقوة التحمل في مواجهة الحالات الحرجة للمرضى والجرحى الذين يتم التعامل معهم فإن عملها ممرضة وتلقيها تكوينا يؤهلها للتعامل مع مثل هذه المواقف يجعلها تؤدي مهمتها بثبات لدى تدخلها لإنقاذ الأرواح.

وتعتبر فاطمة سياقة سيارة الإسعاف مسؤولية تتطلب الشجاعة والتركيز وعدم المماطلة والتردد في القيام بالواجب، مبرزة أن عملها لا يقتصر على نقل المرضى وحسب، بل تقديم الإسعافات الأولية لهم، سواء داخل منازل أسرهم أو عند حملهم على متن سيارة الإسعاف؛ وذلك بحكم أن تكوينها وخبرتها يخولان لها القيام بذلك.

وتقول فاطمة إنها لا تألو جهدا لإنقاذ المرضى والمصابين بتدخلها لنقلهم إلى المستشفيات، مترددة يوميا على المستشفى الإقليمي بصفرو والمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، والمستشفى العسكري بمكناس، مردفة بأنها تتكفل، أيضا، بنقل المرضى نحو مستشفيات ومصحات خارج جهة فاس مكناس.

وتشدد أول سائقة سيارة إسعاف بجهة فاس مكناس على أنها تحب مهنتها وتسعى إلى الاستمرار فيها، لافتة إلى أنها تغلب الحس الإنساني في عملها، وتهدف دائما إلى نيل رضا المرضى وعائلاتهم، معتبرة أن أجر ذلك عند الله لا تقدر قيمته بثمن.

المصدر: هسبريس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *