لا زال النقل الحضري بمدينة فاس يشكل تحديا كبيرا أمام الساكنة في غياب تام لرؤية سديدة لمعالجة هذا الملف الذي عمر طويلا في صفوف جماعة العاصمة العلمية.

النقل الحضري جعل أصوات الفاعلين الجمعويين والمواطنين تتعالى للمطالبة بحلول فورية وجذرية حيث أكد يوسف شكرة في تصريح لجريدة “”، أن الطلبة والتلاميذ على مشارف الدخول المدرسي الشيء الذي سيعيق حركتهم بين مقر سكناهم والجامعات أو الثانويات والإعداديات من جهة وحركة العمال إلى مقرات عملهم من جهة ثانية.

وأضاف المتحدث ذاته أنه منذ 2012 والساكنة تنتظر نقل حضري في المستوى المطلوب دون إيجاد حل يدخل البهجة على نفوس المواطنين، مشيرا إلى أن المنتخبين بجميع تلاوينهم فشلوا في حل هذا الملف وإخراج المدينة من ازمة نقل خانقة.

فاس بدون حافلات

عدسة “” رصدت غياب شبه تام للحافلات بمدينة فاس حيث أصبح الوضع ينذر بأزمة حادة في النقل الحضري، وأنت تتجول مركز المدينة إلا وتشاهد حافلة أو حافلتين بعد كل ساعة أو ساعتين مما يؤكد غياب النقل وضعف أسطول الحافلات التي بدورها متهالكة ميكانيكيا.

وفي السياق ذاته، أكد محمد أغزال، وهو فاعل جمعوي، أن مشكل النقل أصبح يعد من أكبر المشاكل التي تعاني منها الساكنة، مشيرا إلى أن المواطن الفاسي سئم من وعود المسؤولين منذ 15 سنة.

معظم خطوط الحافلات أصبحت ملغاة يضيف أغزال في حديثه، مشددا أن حي واد فاس الذي كان يعرف خطوطا كثيرة تنقل المواطن بين محطة نهاية السير ومركز المدينة أصبح يفتقر لحافلة واحدة مما دفع بالمواطن بالتنقل عبر سيارات الأجرة التي أثقلت كاهلهم.

حرائق متتالية للحافلات

عرفت حافلات النقل الحضري حرائق كثيرة جراء الحالة الميكانيكية مما يثير الهلع والرعب في نفوس ركاب الحافلات، علاوة على عرقلة السير التي تتسبب فيها الحرائق جراء الأعطاب التقنية مرارا.

وفي السياق ذاته وجهت البرلمانية نادية القنصوري، عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، سؤالا كتابيا لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت على خلفية احتراق حافلة للنقل الحضري بفاس زوال أمس الأربعاء.

وقالت النائبة البرلمانية، في سؤالها، إن ساكنة فاس تقف مرة أخرى “يائسة وهي تتأمل حافلة ثالثة تحترق وسط المدينة قريبا من ساحة المقاومة بدون حيلة لمواجهة الفساد الذي ينخر في جسم هذه المدينة”.

فك الارتباط بشركة “سيتي باص”

يشار إلى أن مجلس جماعة فاس، قد صادق خلال دورة فبراير 2025، على إسقاط مقرر تدبير شركة سيتي باص لمرفق النقل الحضري بالعاصمة العلمية.

وأكد رئيس المجلس أن الشركة خرقت مجموعة من البنود في عقد التدبير، من بينها نقص حاد في أسطول الحافلات، وتهالك معظمها وعدم الاستجابة لشروط السلامة والراحة والولوجيات.

وحسب محضر توفرت جريدة “العمق على نسخة منه، فإن الشركة لم توفر خدمة عمومية في المستوى بمدينة فاس، وعليه قررت جماعة فاس اتخاذ المتعين في الموضوع، حسب دفتر التحملات، واتباع المساطر القانونية قصد إعطاء إنذار للشركة والعمل على إسقاطها وفك الارتباط بها بتنسيق مع السلطات المحلية.

جدير بالذكر أن الساكنة وأعضاء الجماعة والجهة أكدوا في عدة لقاءات على الحالة المزرية للحافلات، والخدمات المتدنية للشركة، وافتقار الحافلات لأبسط شروط الراحة والجودة، فيما رفعوا المئات من التلاميذ و الطلبة من وتيرة التصعيد والاحتجاجات في الاشهر السابقة بسبب الخدمات المتردية والحافلات المهترئة، وغياب الأسطول الكافي، وكذلك تسجيل حوادث السير المتكررة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.