بدأ الممثل فاروق أزنابط تصوير مشاهده في مسلسل تلفزيوني أمازيغي جديد يحمل عنوان “وردة في الظل” بمدينة مراكش، وهو عمل من إنتاج القناة الثامنة وإخراج محمد بوزكو.

ويضم المشروع طاقما فنيا متنوعا يجمع أسماء معروفة وأخرى شابة، من بينها شيماء بلمهدي، مازيليا عباسي، عبد الله أنس، وإكرام الحجازي. ويأتي هذا المسلسل الدارمي الاجتماعي ضمن استعدادات القناة للمنافسة خلال الموسم التلفزيوني المقبل.

وفي موازاة اشتغاله على المسلسل، أطل أزنابط على الجمهور عبر الفيلم السينمائي “لامور.. الحب في زمن الحرب”، الذي يمثل آخر أعمال المخرج الراحل محمد إسماعيل، ما يجعل عرضه حدثا فنيا بارزا بالنظر إلى القيمة الرمزية لصاحبه ومكانته في المشهد السينمائي الوطني.

وتم تصوير “لامورا” عام 2019، أي قبل رحيل إسماعيل بسنتين، ويركز على فترة الحرب الأهلية الإسبانية التي اندلعت سنة 1936، حيث اختار المخرج التوقف عند واحدة من أكثر زواياها حساسية: مشاركة مئات الشباب المغاربة الذين جرى استقدامهم للقتال إلى جانب قوات الجنرال فرانكو.

ويكشف الفيلم، كيف تم إيهام هؤلاء الشبان بأنهم ذاهبون للجهاد وتحرير المدن والمساجد، بينما كانوا في الواقع يُستغلون كجنود لحرب لا علاقة لهم بها، وسط وعود مضللة وروايات رسمية مشوهة تطمس الحقيقة.

وقالت الممثلة فرح الفاسي، بطلة الفيلم، إن “لامورا” يسلط الضوء على واحدة من أعنف المراحل التي عاشتها إسبانيا سنة 1936، موضحة أن فرانكو استقدم مجموعات من الشبان المغاربة من منطقة إشبيلية لخدمة مشروعه السياسي، تحت غطاء الدفاع عن الدين والهوية.

وعبرت الفاسي عن سعادتها بالمشاركة في العمل، معتبرة أنه شكل لها تجربة فنية مركبة بسبب صعوبة الدور الذي لعبته، وتجربة مهنية جديدة لأنها خاضت من خلاله أول خطوة في عالم الإنتاج السينمائي.

وأضافت أنها كانت تعتبر المخرج الراحل محمد إسماعيل “أبا روحيا” لمسارها الفني، معربة عن حزنها لعدم حضوره عرض الفيلم في القاعات والمهرجانات.

ويروي الفيلم حكاية فتاة إشبيلية تعاني إعاقة جسدية وسمنة مفرطة، ما يجعلها تعيش صراعا مع صورتها أمام المجتمع وتفتقر للثقة بالنفس. وتلتقي هذه الشابة، التي تجسدها فرح الفاسي، بشاب مغربي يدعى “شعيب” يؤدي دوره الممثل مهدي فولان، لتنشأ بينهما قصة حب معقدة تزداد صعوبة مع اشتداد الحرب.

ومع تطور الأحداث، تقود علاقتهما إلى إنجاب طفلة خارج إطار الزواج، في وقت كانت فيه إسبانيا تموج بالانقسام والصراع، ما يزيد من تعقيد مصير الشخصيتين في ظل سياق اجتماعي وسياسي مضطرب.

وحاول محمد إسماعيل في “لامورا” تقديم رواية بديلة للتاريخ من خلال عدسة مغربية، ليس فقط لتوثيق مساهمة الشبان المغاربة الذين شاركوا في الحرب الأهلية الإسبانية، بل لإعادة الاعتبار لقصص لم تجد مكانا في السرديات الرسمية.

ويؤكد الفيلم أن الحكاية العاطفية ليست سوى مدخل لطرح سؤال أعمق حول الذاكرة الفردية والجماعية، وحول التاريخ الذي يتم تجاهله عمدا أو يروى من زاوية واحدة.

المصدر: العمق المغربي

شاركها.