فاجعة البراشوة تعيد ظروف نقل العاملات الفلاحيات للواجهة ومطالب بتقنين القطاع
أعادت “حادثة البراشوة” التي تعرضت لها سيارة لنقل عمال وعاملات فلاحيات بإقليم الخميسات، وأدت لمقتل 11 شخصا، أغلبهم نساء، وإصابة 27 آخرين، ملف نقل العمال والعاملات الفلاحيات إلى الواجهة مجددا، وسط مطالب بتقنين قطاع نقل المزارعين.
وفي الوقت الذي وصل ملف الحادثة إلى قبة البرلمان، بعدما وجهت نائبة برلمانية سؤالا كتابيا في الموضوع إلى ووزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، دعت هيئة جمعوية، السلطات، إلى تقنين النقل لعمال والمعاملات الفلاحة وإنهاء النقل العشوائي.
وطالب منتدى “مساهمات المغرب” في بلاغ له، توصلت جريدة “العمق” بنسخة منه، السلطات والجهات المتخصصة بالعمل على مراجعة حمولة الحافلات والسيارات المعنية بهذا القطاع، وتوفير مقاعد الجلوس للعاملات والعمال.
وشدد المنتدى على ضرورة توفير تأمين للنقل يتماشى مع عدد الركاب، والعمل على صيانة الحافلات والاعتناء بسلامتها وسلامة قطاع الغيار، مع تتبع لكفاءة السائقين، مسجلا بارتياع إعلان السلطات فتح تحقيق في الموضوع، مطالبا بنشر نتائجه للرأي العام.
تفاصيل الفاجعة
وارتفعت حصيلة ضحايا حادثة السير التي تعرضت لها سيارة لنقل عمال وعاملات فلاحيات بين البراشوة وعين السبيت بإقليم الخميسات، يوم الأربعاء المنصرم، إلى 11 حالة وفاة و27 مصابا، ضمنهم 12 في حالة خطيرة جدا.
وكانت عائلات ضحايا فاجعة البراشوة قد طالبت بفتح تحقيق في الحادثة، وناشدت المسؤولين التدخل لرفع التهميش والفقر المدقع الذي تعيشه الأسر المكلومة.
وكشف أفراد من أسر القتلى في تصريحات لجريدة “العمق”، أن أغلب الضحايا هم نساء وقاصرون، مشيرين إلى أن الأمر يتعلق بسيارة متهالكة للنقل المزدوج، كانت تقل 38 شخصا من العمال الزراعيين يشتغلون في ضيعة فلاحية.
وبحسب المصادر ذاتها، فقد اصطدمت السيارة بشجرة بعدما فقد السائق السيطرة عليها إثر انفجار إحدى إطاراتها، موضحين أن جثث القتلى تشوهت بشكل كبير بسبب قوة الاصطدام.
وتم نقل القتلى إلى مستودع الأموات بمستشفى الرماني، بحضور عامل الإقليم، بينما نُقلت الحالات الخطيرة إلى مستشفى ابن سينا بالرباط، فيما كان السائق من بين القتلى.
وكشفت عائلات الضحايا أن سيارة النقل المزودج لم تكن تتوفر على كراسي، حيث كان يتم تكديس العمال والعاملات في ظروف لاإنسانية ويظلون واقفين، في حين اندفع محرك السيارة في اتجاه الركاب بفعل قوة الاصطدام.
وأشاروا في تصريحاتهم لـ”العمق”، إلى أن الفقر المدقع الذي تعيشه دواوير “عين السبيت”، يدفع الضحايا إلى الاشتغال لساعات طويلة في جماعة أخرى بعيدة عنهم (البراشوة)، بأجرة هزيلة لا تتعدى 60 درهما في اليوم.
وأوضحوا أنهم كانوا يضطرون إلى ركوب مثل هذه السيارات للنقل المزدوج التي تحمل الإنسان والحيوان على حد سواء، في غياب أدنى شروط السلامة، معتبرين أن الضحايا كان يتم استغلالهم بسبب الفقر والتهميش الذي تعيشه المنطقة.
وأضافوا أن صاحب الضيعة الفلاحية التي كان يشتغل فيها الضحايا، كان يفضل النساء والقاصرين في العمل بسبب قبولهم أجرة أقل من الرجال، مشيرين إلى أن الضيعة متخصصة في إنتاج العنب الذي يُستخدم في الخمور، وهي مملوكة لشخصية مشهورة في المنطقة.
وأشار المتحدثون إلى أن أغلب العاملات القتلى خلفن وراءهم أطفالا صغارا، مستنكرين عدم تلقيهم أي اتصالات أو زيارات أو تعزيات من طرف المسؤولين، لافتين إلى أنهم يعيشون فقرا مدقعا ووضعا صعبا للغاية.
المصدر: العمق المغربي